-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لماذا يُقصى الإسلام عن المعركة وتبقى اليهودية؟!

بقلم: محمّد الغزالي
  • 464
  • 0
لماذا يُقصى الإسلام عن المعركة وتبقى اليهودية؟!

القوى المعادية للإسلام دائبة على إلحاق الأذى به ما استطاعت، يمدها حقد مشبوب، وبصر يبحث عن العيوب، وقدرة على استغلال الأخطاء لتحويلها إلى مقاتل وعطوب.. إن العالم يعرف أن “إسرائيل” تملك من أسلحة الدمار الشامل ما لا تملك العراق ولا باكستان، ومع ذلك لم ينبس بحرف واحد ضد اليهود، ولا جرؤ أن يوجه إليهم تهمة.. لكنه مع جبنه أو رضاه يضرب العلماء المسلمين بقوة، ويهجم على شعوبهم بجبروت، ويعالن برفضه أن تكون لدى المسلمين أسلحة نووية! هذا الجور في الحكم، وهذا الكيل بكيلين ينم عما وراءه من نيات السوء وما يبيته على مر الأيام من شر لأمتنا وديننا.

وفي الوقت الذي يتم فيه هذا دوليا، يعلن “شارون” بطل مذبحة صبرا وشاتيلا، أنه سيقود الجبهة الحاكمة في إسرائيل، ويوعز إلى بعض “المتطرفين” من أتباعه أن يسكنوا البيوت العربية في القدس، تحت شعار أن الإسرائيلي يسكن أين يشاء في الأرض المقدسة فهي ميراثه العتيد!

لقد أسكرتهم الانتصارات الرخيصة التي أحرزوها، وحسِب قواد العصابات القدماء أنهم قادرون كل يوم على إحراز نصر جديد، ومن ثم يتكلمون بتبجح مثير! ويتحدثون عن الحرب دون اكتراث! ويريدون أن يملوا على العرب شروط المنتصر، وأن يذيقوهم ذل المغلوب! وما كان العرب ليواجهوا هذا الموقف لولا الأخطاء الكبرى لساستهم وزعمائهم!

لو أن الجيش المصري لم يبدد قواه في اليمن ما لحقت به هزيمة يونيو سنة 1967م، إنه في ست ساعات خسرنا القدس والضفة والقطاع والجولان وسيناء، ولو أن الجيش العراقي لم يبدد قواه في غزو الكويت لأدار الحرب على كبد إسرائيل، واسترد منها كل ما غصبت ورمى بها في البحر.. وهكذا وهبنا لليهود نصرا ما كانوا ليحرزوه أبدا، وأطلقنا أفواههم بالدعاوى، وصدق من قال:

إن الزرازير لما قام قائمها * توهمت أنها صارت شواهينا!

إن اليهود أذل وأقل من أن ينتصروا في معركة. إن أخطاءنا وحدنا هي التي صنعت لهم النصر، وأغرتهم بالنباح العالي.. والعرب الآن يُنادون إلى مؤتمر سلام. حسنا، نحن طلاب سلام، ولكن اليهود من اللحظة الأولى يريدونه مؤتمر استسلام، وتسمعهم يقولون: إن لنا حق اختيار الوفد الفلسطيني الذي نتحدث معه! لا نقبل أن يذهب من القدس المحتلة أحد ليفاوضنا، فالقدس صارت ملكنا. لا تنازل عن الأرض التي كسبناها.. اللاءات على أفواههم كثيرة. ونحن المسؤولون أولا وآخرا.

إننا نستطيع أن نحل مشكلتنا بأيدينا لو أردنا، لماذا يقصى الإسلام عن المعركة وتبقى اليهودية؟ لماذا يكون انتماؤهم الديني مباحا وانتماؤنا الإسلامي حراما؟ إننا بالقوى القليلة التي لدينا نستطيع بتأييد الله لنا أن نسترد ما فقدنا ونعود ظافرين.. وقد تقول: سلاحنا أقل! وأقول: كان أكثر فهزمته الفرعونية الحاكمة ونسيان الله قبل أن يهزمنا أحد. إن اليهود لم يهزمونا في المعارك السابقة، إننا نحن الذين انتحرنا! إن العرب بحاجة إلى روح جديدة، اسمها الإيمان بالله، والاعتزاز بالتراث والثقة بضمان الله لمن يأوي إليه.. وهم إذا تغيروا غير الله ما بهم: ((إن الله لا يصلح عمل المفسدين * ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون)).

أوصي الرجال الذاهبين إلى مؤتمر السلام أن يعتمدوا على الله، وألا تضطرب ثقتهم فيه، وأن يحادثوا اليهود من منطلق قوة لا من منطلق ضعف، فإن الغد لنا إن لم يكن اليوم لنا. ولْتزأر العصابات الغالبة المغترة، فلن يطول بها غرور، ولن يمتد لها فجور وإن غدا لناظره قريب. (الحق المر).

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!