لم تبق هوس الرجال فقط: فتيات مهووسات بكرة القدم

لم تبق كرة القدم هوس الشباب فقط، بل تحولت الشغل الشاغل، إن صح القول، حتى للفتيات، وأصبحن يتابعن كل أخبارها ونتائجها وكل ما يتعلق بها، وهي ظاهرة تنتشر من يوم إلى آخر في كل العالم. وهي الحال كذلك في الجزائر. لذا، أصبحنا نحضر بعض المقابلات المصغرة في الأحياء بين فتيات مهووسات بكرة القدم، يمارسنها بكل تفاصيلها وكدا قوانينها، حالهن كحال الشباب من الذكور…

كانت البداية كحال الكثير من الشباب، في تتبع كرة القدم ونتائجها ومشاهيرها، التي بقيت إلى زمن بعيد خاصة بالذكور فقط، لكن مع مرور الوقت، دخل الجنس اللطيف على الخط، وأصبح مهتما بأخبار المستديرة خاصة العالمية، وأصبح يتداول كل ما يجري في الملاعب بتفاصيل قد تغيب عن جنس الذكر السباق إلى حب الكرة، خاصة حينما تزينت الكثير من ملاعب العالم بألوان الجنس اللطيف، ولم تبق بذلك الملاعب وجهة الشباب فحسب، بل حتى الفتيات أصبحن من رواد هذه الأمكنة، سواء للمشاهدة والمتعة أم للمارسة على حد سواء.

كان واجبا الاهتمام بهذه الشريحة من المجتمع، وتوسيع رقعة تواصلها بالكرة، سواء من حيث خلق فرق نسوية تمارس الكرة واختيار لاعبات يتقن مداعبتها وضمها إلى المستويات المحترفة في الفرق المحلية أم الفريق الوطني، أم حتى البحث عن الطيور النادرة إن صح القول والاهتمام بها في عالم الكرة.

المتتبع لهوس الفتيات بكرة القدم، يرى أنها أصبحت تحمل الكثير من السلوكات تجاه هذه اللعبة، حالها كحال الرجل، في مناصرة وتشجيع الفريق الذي يحبه، سواء محليا أم عالميا، وكذا الفريق الوطني، الذي تحول إلى عشق الفتاة الجزائرية، وهذا ظاهر للعيان، تفرح لفوزه وتحزن لخسارته. وهو تحول لم يكن في السنوات الماضية، التي بقيت كرة القدم فيها لعبة رجالية فحسب، وكانت من تمارس الكرة أو تهتم لنتائجها تعتبر شذوذا عند الكثير من الناس، وفي الأصل لا يليق بالمرأة، بل كان البعض يعتقد أنه يخدش الأنثى.

إن انتشار هذه الظاهرة دليل على أن اهتمامات المرأة اليوم لم تنحصر في مجالات معينة خاصة بالمرأة، كما كان الأمر في السابق، بل أصبحت تهتم بكل ما لها القدرة على التأثير فيه، سواء من حيث الممارسة أم الحضور، على غرار كرة القدم، التي تحولت إلى هوس للفتاة، ربما يتجاوز الحدود في الكثير من الأحيان، فلا تعجب إن سمعت عن فتاة حطمت التلفاز من أجل نتيجة لكرة القدم، أو دخلت في مشاحنات عنيفة مع مناصرة للفريق الخصم، وتصل الحال في بعض الأحيان إلى الاعتداء الجسدي.