-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لم يبق في العراق الا الكلام

الشروق أونلاين
  • 1016
  • 0
لم يبق في العراق الا الكلام

ماذا تبقّى في العراق ؟… لم يبق إلا معسول الكلام يبثه المسئولون الجدد يداوي به العراقيون جراحات عراقهم ويتنفسون به ألم الشهداء وغبار دخان الانفجارات، والوعود الكاذبات عن الأمن والخطط الأمنية… لم يبق للعراقيين إلا الكلام يعزون به أنفسهم عن صحوة الضمير التي قد تأتي أو قد لا تأتي لدى من وطأ للأمريكان استعباد العباد والبلاد… لم يبق لهم إلا الكلام تلو الكلام ليسكتوا به (عبير المحمودية) عن النواح داخل قبرها على معتصم واحد فقط داخل العراق من غير أن ترى في الأمد القريب معتصما واحدا ينهض ليغسل عنها أثم الكفار ويطفئ‮ ‬النار‮ ‬التي‮ ‬شبت‮ ‬في‮ ‬جسدها‮ ‬الطاهر‮ ‬ويداوي‮ ‬جرح‮ ‬الشرف‮ ‬العراقي‮ ‬الضائع‮ ‬رغم‮ ‬ادعاء‮ ‬الساسة‮ ‬والقوّاد‮.‬مراسل‮ ‬الشروق‮ ‬من‮ ‬بغداد‮: ‬ماهر‮ ‬الحلي
من يعيد إلينا الكرامة التي هدرت في سجن أبو غريب وبوبكا أو من يعيد لنا عزنا وكبرياءنا بعد أن مزقت الطائفية بسيوف الأحزاب المتناحرة السنية والشيعية والقمة والقاع والشرقية والغربية أحلام اليوم وغد وباقي سعادات الأطفال… قال لنا شيخ يجلس على باب مسجد الأعظمية‮ ‬ببغداد‭.‬‮.. ‬

سؤال يتوجه به العراقيون في كل أماكن تواجدهم الى الجميع في كل ميدان ماذا وكيف وهل نبدأ من جديد؟ أنبدأ بمحاربه الفساد الإداري المستشرى في داخل شرايين العراق؟ وهل تكون لنا القدرة على تطبيق العدالة والديمقراطية البحتة على سراق العراق؟ لحد الآن لم يفهم العراقيون كيف يرتدي رجل الدين عباءته لينتقل بصهريج النفط من ميناء العراق الى ميناء حزبه ولم يفهموا كيف أصبح العراق كله نهباً للأجنبي… والمسئولون عن الأمن مختبئون تاركين الشعب في المطحنة أمام الاحتلال وبطشه… وقد توزعوا الغنائم عليهم وعلى أقاربهم وأصدقائهم.

لحد اللحظه هذه لم يفهم أحد كيف تحرق وزارتان من أهم مفاصل الدولة ولا أحد يتكلم ولو ببنت شفه… ويقتل علماء العراق ولا أحد يستنكر… أو ان يضرب صحافي حد الموت لأنه صور عمليه اختطاف تمول بها بعض الجهات حربها الدائم ضد العراقيين عفوا ضد (الإرهاب…( ولا أحد يعرف‮ ‬الى‮ ‬أين‮ ‬تمضي‮ ‬بنا‮ ‬الأيام‮ ‬بعد‮ (‬التحرر‮ ‬والاستقلال‮)‬‭.‬‮..‬

وفي نفس كل مواطن سؤال هل تحررنا أم كبلنا بالاستغلال…؟ وهل تجاوزنا ألم الماضي… أم أصبحنا في حاضر أسوإ منه بلا قياس؟ لقد عانينا الدكتاتورية وقسوتها في الماضي ولكننا نعاني الآن ضياع كل شيء والأصعب أن اليأس يتسرب الى الناس من كل الوعود البراقة…

‮ ‬وفي‮ ‬منتصف‮ ‬آب‮ ‬يعلن‮ ‬الحداد‮ ‬على‮ ‬سنوات‮ ‬الحصار‮ ‬التي‮ ‬فرضتها‮ ‬وللضحك‮ ‬فقط‮ ‬قوات‮ ‬التحرر‮ ‬من‮ ‬صدام‮.‬
قالت لنا أستاذة في التعليم العالي وبماذا أخبر إبن أخي إن جاء يسألني، عمتي ماذا فعلتم ببلدي وماذا بقي لنا لنعيش فيه غير الألم والبكاء والدمار… وكيف أقف في غرفه الدرس شارحه لطالباتي حدود وعظمة العراق… فالوحدة العربية مجرد وهم فلقد تركنا العرب نهباً للأجنبي وقدموا له العون… وتلك لبنان تسأل ملء فمها؟ أين قنابلهم التي مزقت أرض العراق وبعثرت أشلاء الأطفال، أين رصاصهم الذي أسكت تغريد أطوار بهجت ومئات صحافيي العراق لم يبق لي إلا بعض كلمات أطلقها لعل هنالك من بقى من ذريه محمد والحسين يسمعها ليعلنها ثورة جديدة حتى‮ ‬على‮ ‬الكلمات‮.‬‭ ‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!