العالم
الكاتب والمحلل السياسي التونسي بسام حمدي لـ"الشروق":

لم يعد للنهضة وزن برلماني يمكّنها من مشاورات تشكيل الحكومة بأريحية

عبد السلام سكية
  • 1376
  • 5
ح.م

قال الكاتب والمحلل التونسي، بسام حمدي، إن نتائج الانتخابات النيابية التي جرت في بلاده، قد أثبتت التشتت الواسع للأحزاب السياسية، وعدم حصول أي حزب على نسبة تصويت كبرى تأهلها لتشكيل أغلبية برلمانية قادرة على تشكيل حكومة، وعن النتائج التي وضعت حركة النهضة في الصدارة يقول حمدي في هذا الحوار مع الشروق “بقدر ما أثبتت نتائج الانتخابات التشريعية محافظة النهضة على تصدرها ترتيب التشريعيات، بقدر ما أثبتت تقلص مخزونها الانتخابي”، ويجزم بصعوبة ظفرها بقيادة الحكومة في حالة عدم دخولها لعبة التحالفات.

أي قراءة لنتائج التشريعيات، وأي تأثيرات لها على توجهات الناخبين في الدور الثاني للرئاسيات؟

أثبتت نتائج انتخابات البرلمان التونسي التشتت الواسع للأحزاب السياسية، وعدم حصول أي حزب على نسبة تصويت كبرى تأهلها لتشكيل أغلبية برلمانية قادرة على تشكيل حكومة.
انقسام العائلات السياسية في تونس أدى إلى انقسام كل التيارات الإيديولوجية، حيث انقسم التيار الإسلامي إلى جزءين وهما حركة النهضة وائتلاف الكرامة، وبدوره انتهى انقسام العائلة التقدمية البورقيبية إلى صعود حزبين عن هذا التيار وهما حركة تحيا تونس التي يترأسها يوسف الشاهد وحزب قلب تونس الذي يقوده نبيل القوري.

ومثل صعود القوميين إلى المراتب الأولى في انتخابات البرلمان التونسي المفاجأة الكبرى لهذه الانتخابات حيث أظهرت نتائج استطلاع الرأي حصول حركة الشعب على 15 مقعدا.
وعلى خلاف نتائج انتخابات الرئاسة، ترأست الأحزاب نتائج الانتخابات وتذيل المستقلين نتائج هذا الاستحقاق الانتخابي نظرا لضعف إقبال الناخبين على التصويت مقابل إقبال أنصار الأحزاب وقواعدها على التصويت.

أعتقد أن تأثير انتخابات البرلمان سيكون على الدور الثاني كبيرا نظرا لصعود حزب المرشح للجولة الثانية نبيل القروي، حزب قلب تونس، للمراتب الأولى في الانتخابات التشريعية، أحزاب سياسية كثيرة ستدعو أنصارها لانتخاب القروي كتمهيد لإطلاقها مشاورات معه تخص تشكيل الحكومة وربما سيتسبب ذلك في ارتفاع الناخبين المصوتين للقروي.

هل أثبتت النتائج حقيقة أن النهضة أكبر أحزاب البلاد، رغم عدم صعود مرشحها للدور الثاني في الانتخابات الرئاسية؟

بقدر ما أثبتت نتائج الانتخابات التشريعية محافظة النهضة على تصدرها ترتيب التشريعيات، بقدر ما أثبتت تقلص مخزونها الانتخابي وذلك من خلال ملاحظة تقلص عدد المقاعد التي تحصلت عليها حيث تحصلت في تشريعيات 2014 على 79 مقعدا في حين تحصلت في انتخابات 2019 على 40 مقعدا فقط.

نتائج التصويت أثبتت تقلص الخزان الانتخابي للنهضة، حيث صوت لها سنة 2011 نحو مليون ونصف ناخب وتقلص العدد سنة 2019 إلى 400 ألف ناخب.

ما هي فرص النهضة في قيادة البرلمان والحكومة، وماذا عن لعبة التحالفات؟

تظهر النتائج الحالية أن حركة النهضة لن تقدر بمفردها على تشكيل أغلبية برلمانية يتم على ضوئها تشكيل الحكومة، ولم يعد للنهضة وزن برلماني كبير تقدر به على مجاراة مشاورات تشكيل الحكومة بأريحية.

لكن يمكن للنهضة أن تصبح ذات وزن سياسي ثقيل في صورة تحالفها مع إسلاميي ائتلاف الكرامة الذي يرأسه سيف الدين مخلوف وتتقرب من حزب التيار الديمقراطي لتصبح قادرة على تسيير مشاورات تشكيل الحكومة، ففي انتخابات 2014 ا شكل الحزبان الأولان 115 في حين شكلا في انتخابات 2019 نسبة 75 مقعدا.

هل نتائج الانتخابات تظهر قطيعة التونسيين مع الأحزاب التقليدية خاصة النداء الذي مني بهزيمة مدوية؟

نتائج الانتخابات التشريعية على خلاف الدور الأول للانتخابات الرئاسية لم تظهر قطيعة الناخبين للمنظومة الحاكمة ولا نفورها للأحزاب السياسية، حيث تصدرت الأحزاب الحاكمة المراتب الأولى في هذا الاستحقاق الانتخابي وجاء المستقلون في المراتب الأخيرة، ومرد ذلك نفور عامة التونسيين عن الشأن الانتخابي، مقابل إقبال قواعد الأحزاب وأنصارها على الانتخاب.

مقالات ذات صلة