الجزائر
زيارة الرئيس تبون إلى السعودية كانت لأجل رأب الصدع العربي

لهذه الأسباب تأجلت القمة العربية بالجزائر

الشروق أونلاين
  • 15262
  • 17
أرشيف

كشفت مصادر دبلوماسية أن تأجيل القمة العربية التي كانت مقررة في الجزائر، لا علاقة له بمرض “كورونا” الذي هز العالم، وإنما مرتبط بموقف جزائري صارم إزاء بعض القضايا العربية العالقة، وعلى رأسها عضوية سوريا في الجامعة العربية.

وقالت جريدة “رأي اليوم” الصادرة في لندن والمملوكة من قبل عبد الباري عطوان، إن “الدولة الجزائريّة التي ستستضيف هذه القمّة لا تريدها باهِتةً وفارغةَ المضمون، يغط خلالها المشاركون في النوم العميق مثل معظم، إن لم يكن كل القمم السابقة… وإنما الرئيس تبون يريد أن تؤرخ القمة القادمة التي سيتزعّمها لعودة سورية إلى الجامعة العربية، ومؤسسة القمة العربية، وإعادة التوازن إلى العمل العربي المشترك”.

وكان الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، قد أكد هذا في الندوة الصحفية التي نشطها رفقة وزير الخارجية صبري بوقدوم، حيث قال إن الجزائر ودولا عربية ترغب في عودة سوريا إلى الجامعة العربية.
ووفق المصدر ذاته، فإن الجزائر ترى أنه لا بد من إنهاء هيمنة بعض الدول على الجامعة العربية، لكونها تورطت في إغراق معظم الدول العربية في حروب دموية، ويشير المصدر هنا إلى كل من سوريا وليبيا واليمن والعِراق على وجه الخُصوص.

وفي سياق ذي صلة، رأت الجريدة ذاتها أن”الجزائر تستعيد دورها المحوري في الميدانين العربي والعالمي، بعد أن تجمد هذا الدور، وخرج مِن كل المعادلات لأكثر من عشرة أعوام بسبب حالة الشلل والعجز لقيادتها السابقة، وسيطرة مافيا الفساد على قرارها السياسي الداخلي والإقليمي”، على حد تعبيرها.

وذهبت افتتاحية “رأي اليوم” إلى الاعتقاد بأن “التعافي الجزائري على كافة الأصعدة، يؤشر لعودة قوية للدبلوماسيّة الجزائرية، التي افتقدها العمل العربي المشترك، وتصحيح خطأ سنوات هيمنة المال الخليجي، بالتواطؤ مع الولايات المتحدة في تدمير المشروع العربي المشترك وضرب مراكزه الرئيسية، وفتح أبواب المَنطقة على مصراعيها للمشاريع غير العربية، وأبرزها المشروع الإسرائيلي”.

ومضت تقول: “الحجيج الإقليمي لزعماء وقادة ووزراء الدول العربية والإقليمية والدولية إلى العاصمة الجزائرية هذه الأيام، ينبئ بمرحلة تغيير قادمة تنطلق هذه المرة من الاتحاد المغاربي، ومِن المتوقع أن تؤدي إلى انفراجات إيجابية في العديد من الملفات الشائكة مثل الملفات السورية والليبية واليمنية، والفلسطينية بالطّبع”، فالجزائر، تضيف الصحيفة، كانت وما زالت شعبا وقيادة، تقف بصلابة مع القضية الفلسطينية باعتبارها بوصلة الكرامة العربية والإسلامية”.

وحسب المصدر ذاته فإن “زيارة الرئيس تبون إلى الرياض كانت تهدف إلى إنهاء حالة التصدع في العمل العربي المشترك، ولملمة الشمل مجددا، ونفض غبار الإهمال عن الجامعة العربية، وتفعيل مؤسسة القمم العربية، وضخ دماء المسؤولية في شرايينها المجمدة، وإنهاء دور الجامعة العربية كأداة لتشريع مشاريع التدخل الغربية، والأمريكية خصوصا، في الشؤون الداخلية العربية، وبذْر بذور الفتنة والحروب الأهلية”.

مقالات ذات صلة