الجزائر
"الشروق" ترصد أحوال السوق في أواخر رمضان

لهيب في أسعار الخضر والأحذية الجزائرية تصنع الحدث

راضية مرباح
  • 5780
  • 8
ح.م

تواصل لهيب أسعار الخضر والفواكه إلى غاية آخر أسبوع، من رمضان، حيث بقيت الأثمان تراوح مكانها بل منها ما عرف ارتفاعا طفيفا، في وقت عجت الأسواق نهاية آخر أسبوع، بأعداد هائلة من العائلات التي اكتسحت كل الأماكن التي لها علاقة بالتجارة، مشكلة طوابير لا متناهية من المركبات بمداخل مختلف البلديات أما أهم ما سيميز عيد الفطر هذه السنة هو الحذاء الجزائري الذي صنع الحدث بمختلف الأسواق بل ونافس تلك التركية والصينية لأسعاره المغرية.
“الشروق” نزلت إلى أسواق العاصمة، الخميس، لرصد أجواء التحضيرات لعيد الفطر المبارك الذي لا يفصلنا عنه سوى 6 أيام فقط.. اكتظاظ كبير للسيارات بالطريق السريع الرابط بين بن عكنون والدار البيضاء، فرغم الأمطار الصباحية إلا أنها لم تمنع العائلات من الخروج وكأنها كانت تعلم أنها لن تدوم طويلا.. الانطلاقة كانت صباحا من سوق الشراقة الذي يقصده الزبائن من مختلف البلديات المجارة كدالي إبراهيم وأولاد فايت فضلا عن الدويرة وبن عكنون.. التجار كلهم مجندون منذ التاسعة صباحا على غير العادة يهمون لفتح محلاتهم داخل السوق التي عادة ما تفتح في وجه المواطنين إلا بعد العاشرة أو أكثر مع بداية رمضان خاصة منهم محلات بيع الألبسة التي يبدو أنها دخلت بقوة من تركيا حسب العلامة الظاهرة أكثر من تلك الصينية التي بدأت تتلاشى أما الأسعار فكانت متباينة من محل لآخر.. صادفنا في طريقنا أفواجا من النسوة يتقدمن إلى المحلات ويستفسرن عن الأسعار، ثم يأخذن طريقا آخر ربما بحثا عن أقل تكلفة، أما بشأن أسعار الخضر والفواكه فبقيت محافظة على مستواها منذ حلول الشهر إلى غاية آخر أيامه، فقد تراوح سعر البطاطا ما بين 50 و60 دينارا للكيلوغرام الواحد، أما الطماطم فقد تراوحت ما بين 100 و120 دينار، في حين وصلت أسعار الخس إلى مستوى قياسي، أين بيعت بـ170 دينار، وحافظت كل من القرعة والجزر واللفت على أثمانها التي تأرجحت ما بين 80 و120 دينار على غرار البيطراف.. الفلفل الحلو والباذنجان، هما الآخران لم ينزلا عن 100 و170 دينار، لتبقى حجج التجار لاستمرار الأسعار هي سوء الأحوال الجوية والأمطار الأخيرة التي تعرفها مختلف مناطق شمال الوطن التي أخرت نضج مختلف المنتجات الموسمية.
الفواكه هي الأخرى أحرقت جيوب المواطنين، فرغم الوفرة الظاهرة للعيان والجودة إلا أن الغلاء ظل سيد الموقف، حيث لم ينزل التمر الجيد عن 750 دينار والتفاح المحلي بيع ما بين 350 و500 دينار، البطيخ الأحمر بقي يتراوح ما بين 60 و70 دينارا أما الفراولة فحافظت على مستواها الذي تأرجح بين 180 و225 دينار.

الحذاء الجزائري ينافس التركي والصيني خلال هذا العيد

ولعل أهم ما شد انتباهنا بمختلف الوجهات التي قصدناها سواء المحلات أو الأسواق هو التواجد الكبير للنعل المحلي الذي يبدو أنه سيعود بقوة هذه السنة بعد غياب لسنوات بسبب الاحتكار الذي عرفه المجال من طرف مستوردين، أغلقوا كل المنافذ عن المصنعين المحليين الذين بارت سلعهم لسنوات حتى إن نسبة انتعاله عيد هذه السنة ستكون أعلى مقارنة بالسنوات الماضية للترويج الكبير له، والأدهى في الأمر أنه يصعب التمييز بين المحلي والمستورد بل تتشابه تفاصيل صناعته في الجودة والشكل، أما الشيء الإيجابي الآخر الذي ميز الحذاء المحلي والذي لقي ترحيبا من طرف الزبائن هو سعره المغري الذي تراوح ما بين 500 و600 دينار للزوج، في حين شد انتباهنا أهم عرض لأحد الشباب بساحة الشهداء أين منح زوج حذاء مجاني لمن يشتري 3 أزواج أحذية من محله، وهي الطريقة التي يبدو أنها سترفع من بورصة التشجيع على اقتناء المحلي مقابل الصيني الذي يتعرض للتلف في ظرف قصير بعدما أغرق مستوردون مثل هذه الأنواع الرديئة التي تعتبر خطرا على الصحة.

مصالح الأمن تتجند لمطاردة التجارة الفوضوية

ونحن نقوم بجولتنا تلك، ظل يشد انتباهنا فرار مجموعة من الشباب حاملين طاولاتهم وأغراضهم ويهتفون “اهرب اهرب راهم جاو” في إشارة منهم إلى وصول مصالح الأمن التي تطارد نشاطهم الفوضوي.. ففي ساحة الشهداء لمحنا وصول مركبة للأمن بالطريق الرئيسي، ولحسن حظ هؤلاء التجار الفوضويين، أن الحركة كانت بطيئة بسبب الاختناق وحالت دون وصول الأمن في الوقت المناسب.. المشهد نفسه تكرر بالقرب من البريد المركزي أين كانت تصطف مجموعة من الشباب لبيع الجوارب وألعاب الأطفال، لتفر إلى وجهات مختلفة بعدما لمحت قدوم أعوان من الأمن بالزي المدني.

مقالات ذات صلة