-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لوجه الله؟!

الشروق أونلاين
  • 3594
  • 0
لوجه الله؟!

في مصر، حكَم القضاء هناك على موظّف بسيط في ثانوية معزولة، بالسجن ثلاث سنوات، وكفالة 100 ألف جنيه، لأنه أهان رئيس الجمهورية من خلال كتابة قصائد شعرية وتوزيعها بين الناس، والحقيقة، أن ما أغضب حرّاس كرامة الرئيس، وأثار استغرابهم، هو قول الشاعر في قصيدته متهكما “زغلل، زغلل، زغللهم، يا اللي شكلك جننهم”؟!

  • الغرابة أن الحكومة المصرية التي تعمل لوجه الله في سبيل إسعاد الشعب، مثل كل الحكومات العربية الأخرى، لم تستطع تحمّل دغدغة أحد مواطنيها للحاكم، علما أنه قد يكون هو في حدّ ذاته، قد كتب قصيدته لوجه الله، بريئا من كل انتماء سياسي أو حزبي، وغير مستند على أي تمويل خارجي، بل قد لا تكون فيه أيّ رائحة للمعارضة ولا تتملكه أي نوايا خبيثة للانقلاب، لا من قريب ولا من بعيد؟!
  • أما في الجزائر، فقد كشفت مصالح الرقابة بميناء وهران قبل يومين، أنه تم حجز حاوية من الأحذية المستوردة من الصين، تحمل صورة الرئيس بوتفليقة، أي أن المستورد الذي أحيل على العدالة، كان يُضمر نية الإساءة للرئيس، من خلال وضع صورته في “الصباط”، لكن من دون الإشارة إلى نوايا الإساءة الأخرى للاقتصاد أو تكديس الحاويات، أو محاولة إغراق السوق بالمواد الفاسدة؟!
  • كثيرا ما يكرّر المسؤولون عندنا، أو في أي بلد عربي آخر، متخلّف، أو يسير في طريق النوم الأبدي والسبات الاختياري، أن ما يفعلونه من برامج وما يقدمونه من مبادرات وما يضعونه من سياسات واقتراحات، إنما هو فقط لوجه الله، لا يريدون من وراء ذلك لا جزاء ولا شكورا؟!
  • سبحان الله، هؤلاء الذين يجلسون على كراسي المسؤولية منذ وُلدنا، ويفرض علينا الإعلام الرسمي فرضا، التنعم برؤيا وجوههم الكريمة، صباح مساء، كما تُطبع خطاباتهم ليقرأها الناس في كل مكان وزمان، ويأخذون المقص لتدشين معرض هنا ومؤتمر هناك…، يزعمون أن ما يقومون به من أفعال، إنما هي “لوجه الله خالصا”، وأنهم يكدّون ويجتهدون، فإن أصابوا فلهم أجران، وان اخطئوا، وهم نادرا ما يخطئون، فلهم أجران أيضا؟!
  • قصة الإساءة للرموز في البلدان العربية والإسلامية، تمادت إلى درجة السماح وغض الطرف عن الإساءة للدين والرسل والأنبياء، مقابل مرمدة كل من تسول له نفسه الاقتراب أو مجرد الكلام عن أصحاب الفخامة والجلالة والسموّ، هؤلاء الذين يعملون، ويسهرون، ويسرقون، وينهبون لوجه الله، أما الشعوب التي تقهر، وتتعذب، وتعاني، وتتمرمد.. فلها الله، هو مولاها ونعم النصير؟!!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!