رياضة
قطرة من كأس العالم

لو يصمت جيل 1982!

جزء من الأزمة الكروية التي تعيشها الجزائر، وجعلتها تغيب عن مونديال روسيا، يتحمله جيل 1982، الذي شبّه نفسه بالبدريين الذين رُفع عنهم العذاب، فهم فازوا بكل المقابلات بما فيها التي خسروها، وهم مدرسة كروية وأخلاقية لا تضاهيها أي مدرسة، بالرغم من أن أي هاو للقطات اليوتوب بإمكانه أن يتابع ما اقترفوه في حق الجزائر أخلاقيا في دورة سبليت المتوسطية بيوغوسلافيا، فقد فضلوا اقتحام البلاتوهات وبدلا من أن يتحدثوا عن اللاعبين الحاليين وعن المقابلات الدائر رحاها حاليا، راحوا يتكلمون عن أنفسهم إلى درجة فرض الأنا كأسلوب تحليل، فهذا يسمي نجوم عالمية لا يحلم حتى بالتفرج عليهم مباشرة بالخزانة والغباء، وذاك يقول إن مقابلة العار بين النمسا وألمانيا حرمت الجزائر من الفوز بكأس العالم، وبعضهم يعتبر لالماس وسالمي ومداني وعبروق أفضل ما أنجبته الكرة العالمية، بالرغم من أن هؤلاء لم يحصلوا حتى على تأهل لأمم إفريقيا باستثناء دورة 1968، ولن نتحدث عن منافسة كأس العالم.
الحديث عن الماضي بهذا الكمّ الذي طمس الحاضر وأنسانا في المستقبل أحدث الصدام العنيف مع لاعبين من جيل آخر، ومن مدرسة كروية أوروبية، وكانت أول تجربة تدريبية لرجل من جيل 1982 صادمة للاعبين وللجمهور وللصحافيين وحتى للأوروبيين، الذين لم يفهموا لماذا جيل الكرة الذهبي للثمانينات تجاهل التعلّم على طريقة ما فعله غالبية أفراد الأسرة الثورية الذين طالبوا بالمناصب وحصلوا عليها من دون أن يتوّفروا على شروط النجاح.
ماجر تصوّر عبقريته كلاعب جاب البساط الأخضر في كل القارات، كفيل له بأن يقود منتخب وطني، ويفرض عليه آراءه الغريبة كأن يُهمّش سفيان فيغولي الذي قهر لوحده في رابطة الأبطال بيارن ميونيخ، وقهر مرة برشلونة في نيوكامب، وبدا الرجل بعد أسابيع قليلة من تسلمه مقاليد التدريب، كالأطرش في زفة كرة القدم العالمية، وبن الشيخ تصوّر بأن الجسور الصغيرة التي كان يمررها بين الأقدام السوداء للاعبين الأفارقة تمنحه الحق في أن يتربع عن مقعد التحليل من دون أن يدرس الخطط التكتيكية الجديدة، وبدلا من أن يوضّح صورا غامضة في مباريات محلية وعالمية، زادها غموضا.
ماذا لو صمت جيل 1982 بعض الوقت حتى يستعيد الخضر وهجهم؟

مقالات ذات صلة