-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ليست كل الطرق تؤدي إلى باريس

ليست كل الطرق تؤدي إلى باريس

 اختيار الجزائر للقاح سبوتنيك الروسي، لأجل مجابهة فيروس كورونا، أظهر مع مرور الوقت بأنه خيارٌ صائب، واختيارُ تصنيعه في الجزائر محليا كان أيضا خيارا استراتيجيا ناجحا، ومع استقرار الحالة الصحية على العموم في البلاد حسب إحصائيات وزارة الصحة وعدم تشبُّع المؤسسات الاستشفائية عندنا، بإمكان الجزائر أن تسيّر فترة اللقاح التي ستدوم العديد من الأشهر بشكل سليم، إذا تفادت تفاقم الوضعية الوبائية والتي أوقعت العديد من البلدان في أوربا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط والقارة الأمريكية في ما يشبه الانهيار.

الجزائر كان اتجاهُها سليما منذ بداية جائحة كورونا عندما ولّت وجهها شطر القارة الصفراء، فاعتمدت على الصين ثم على روسيا في تزويد منظومتها الصِّحية ببعض التجهيزات، وعندما بدأت حرب اللقاءات اختارت التجربةَ الروسية. وإذا تحقق ما وعد به الوزير المنتدب للصناعات الصيدلانية لطفي بن باحمد بتوفير “سبوتنيك الجزائري” بداية من شهر سبتمبر، فيمكن وضع الجزائر ضمن الدول التي ربحت حرب كورونا بعد أن خسرت معاركها المتعدِّدة خلال سنة كاملة بقليل من الأضرار، مقارنة بالعديد من دول العالم.

في فرنسا، كان الخيار من الأول لقاح حلفائها، فايزر الأمريكي الألماني، وبالرغم من التقارب الكبير والتلاحم الغربي إلا أن تسيير حرب اللقاح مازالت متعثرة وأفرزت الكثير من الخلافات بل الصراعات، في أمر مصيري للبشرية، مما زاد من فاتورة الضحايا، وحتى البدء في تصنيع لقاح فايزر في فرنسا مازال متعثرا وقد يكون في أواخر السنة الحالية كما قال مسؤولو الصحة في باريس.

كشفت أشهر كورونا المتعاقبة صِغر الكثير من البلدان وقلة حيلتها، أمام فيروس مجهري، ساوى بين الجميع، ونجحت دولٌ أخرى باجتهادٍ خاص في تحقيق الكثير من الانتصارات العلمية بعيدا عن “الأبوَّة” التي كانت مفروضة عليها، وعملية غلق الحدود وتوقيف الرحلات الجوية والبحرية هو الذي جعل الجزائر في الفترة الأخيرة من أندر البلدان التي تعدُّ فيها الإصابات اليومية بفيروس كورونا بالمئات وأحيانا بالعشرات، والوفيات دون العشر حالات يوميا. ويأتي اختيار مخابر صيدال قسنطينة، لبعث سبوتنيك الجزائري، اعترافا بدور هذه المدينة العلمية التي تحصل من مؤسستها الاستشفائية المسماة حاليا الدكتور بن باديس، طبيب فرنسي هو ألفانس لافران في سنة 1907 على جائزة نوبل في الطب ضمن طاقم طبي كان فيه الكثير من الجزائريين، كما أعطت دائما الكثير من الأطباء العالميين، ومنهم من قاد وزارة الصحة من أمثال البروفيسور عبد الحميد أبركان والراحل يحيى قيدوم، وقد يكون إطلاق سبوتنيك الجزائري منها، عهدا جديدا تستعيد فيه المدينة بعض ماضيها العلمي، وتستعيد فيها الجزائر القليل من شعاعها المضيء في عالم الطب عندما كانت قبلة لطالبي العلم وخاصة في الطب لطلبة تونس والمغرب والأردن، قبل أن تنقلب المعادلة رأسا على عقب، فصار الجزائريون يطلبون الشفاء لدى الجيران، ولا يدرِّسون في كلياتهم من العلوم الطبية إلا قديم فرنسا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • مراد

    الجزائر دائما كبيرة بانجزاتها

  • لزهر

    الحرب خداع الحرب الحقيقية لم تبدأ بعد تبدأ الحرب عندما نقوم بتلقيح الجميع. يستغرق البحث عن أي دواء كان حوالي 10 سنوات.

  • بن بولعيد

    الشعب الجزائري لا تهمه فرنسا النازية الفاشية التي رفضت الاعتراف رسميا بجرائمها ضد الانسانية في حق شعبنا . اذا كان ابناء فرنسا وجواسيسها وعملائها وخدامها بالجزائر مهتمون بامهم فرنسا فالشعب لا يهتم ابدا الشعب الجزائري لا تهمه الا مصلحة بلاده علي جميع الاصعدة والمستويات فقط لتذهب فرنسا وعملائها وابناء الحركي الي جهنم والي السعير