-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ليست مجرد ملاحظات.. بين ملتقيات وملتقيات

حسن خليفة
  • 209
  • 0
ليست مجرد ملاحظات.. بين ملتقيات وملتقيات
ح.م

هناك ما يستوقفنا في الملتقيات عامة والملتقيات العلمية، وملتقيات الفكر والثقافة بوجه خاص، ما جرى ويجري في كل وقت في وطننا في الجامعات والمؤسسات والمراكز البحثية وسواها، مما يستوقفنا:

ـ قلة الحضور، فكثيرا ما شهدنا ورأينا ملتقيات علمية وثقافية (دولية) لا يزيد عدد الحضور فيها عن صفين في القاعة أي في حدود 30 شخصا معظمهم من المحاضرين أنفسهم.

ـ الإسراف في الإنفاق، فهناك ملتقيات وصلت نفقاتها إلى مئات الملايين من السنتيمات؛

ـ طغيان الشكليات والبروتوكولات، كتكريم من هبّ ودبّ وتوزيع الشهادات والمحافظ على القريب والبعيد؛

ـ غلبة النظريّ على التطبيقي والعملي … فكثيرا ما تحلّق المداخلات والمشاركات والمساهمات في آفاق لا صلة لها بالواقع مطلقا، وربما عمد البعض إلى “نقول” من هنا وهناك ورصّها رصّا في قالب محاضرة أو مداخلة ثم يلقيها مع بعض الارتجال الذي تقتضيه ظروف “التحيين “والإسقاط على الواقع المعيش !.

ـ في العادة تتم دعوة أعداد كبيرة من المحاضرين والمشاركين، مما يجعل الجلسة (العلمية ) الواحدة “تفيض” بأعداد من أصحاب المداخلات، يصل أحيانا إلى أكثر من 8 في الجلسة الواحدة.

ـ سيف الوقت الذي يسلَط على رقاب المحاضرين ويدفعهم إلى اختصار المختصر، وتقسيم المقسّم فيكون ذلك سببا في عدم الانتفاع؛

ـ قلة الوقت المخصوص ـ عادة ـ للمناقشات؛ حيث يمارس رئيس الجلسة سطوته في إيقاف المتحدث بعد دقيقة واحدة..

في ضوء الكثير من النقائص التي تطبع عادة ملتقياتنا، ودون أي مجاملة أريد أن ألفت النظر إلى ملتقيات من نوع آخر، وهي ملتقيات جمعية العلماء. يمكن الجزم أن ملتقياتها استثناء في هذا المجال؛ فأعداد الحضور عادة كبيرة وجيدة، ولا وجود للإسراف في تكاليف الإنفاق فيها، وعادة ما يكون ذلك بتغطية من أهل الفضل؛ سواء جهات رسمية أو جهات شعبية، بما يفي بالغرض المطلوب وهو أداء واجب الضيافة للمدعوين من الضيوف أشقاء وجزائريين.

من جهة أخرى فإن الموضوعات المقترحة والمختارة تكون عادة ذات صلة بالواقع وبحركة الحياة في أي ميدان من ميادينها المتحركة، وذلك طلبا للبحث عن الحلول واقتراح ما يمكن تقديمه في سبيل تجاوز المشكلات وإيجاد بدائل وحلول مرضية لما هو مطروح من تحديّات وصعوبات ومشكلات.

دعنا ننطلق من آخر ملتقى وهو “ملتقى ـ أطفالنا والبيئة الرقمية” الذي نظمه النادي العلمي يومي السبت والأحد (28 و29 سبتمبر 2019)؛ حيث تم التركيز على واحدة من أكبر ـ إن لم نقل أخطر ـ المشكلات التي يواجهها الأطفال، وهم آمل الغد ورصيد المستقبل البشري الذي عليه تتوقف نهضة الأمة وانطلاقتها. وهي مشكلة الإدمان الرقمي، وقد جاء عنوان الملتقى “أطفالنا والبيئة الرقمية” كاستجابة لتحديات مؤرقة، من باب البحث عن سبل لإيجاد صيّغ راشدة للتعامل مع العالم الرقمي المسيطر، والذي يكاد يأخذ منّا فلذات الأكباد، بل وحتى الشباب والكبار.

وقد تميّز الملتقى بورشات تطبيقية، وبيئة للعصف الذهني، فضلا عن معارض للبدائل المجتمعية، ونقاش علمي رصين، ومعرض مرافق للكتاب… ما يمكن أن يشكل نموذجا جيدا لنوعية الملتقيات المثمرة والمفيدة التي نأمل أن يحتذى بها، نقول هذا بموضوعية ودون مجاملة أو مزايدة على أحد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!