رياضة

ليلة القبض على‮ ‬غوركوف وبراهيمي‮ ‬وسوداني

ياسين معلومي
  • 6534
  • 0

لم‮ ‬يسبق للمنتخب الوطني‮ ‬لكرة القدم أن مر بمرحلة صعبة وعسيرة مثل التي‮ ‬تحدث له هذه الأيام‮.. ‬لاعبون محترفون‮ ‬يتشاجرون أمام أعين ملايين الجزائريين وآخرون‮ ‬يرفضون الجلوس في‮ ‬دكة الاحتياط ويتلفظون بعبارات بذيئة،‮ ‬وبعضهم‮ ‬يدعي‮ ‬الإصابة ويرفض الالتحاق بـ”الخضر‮”‬،‮ ‬خاصة في‮ ‬التنقلات البعيدة إلى القارة السمراء،‮ ‬ومدرب مسكين لم‮ ‬يتمكن من الحفاظ على الانضباط والسيطرة على كتيبته،‮ ‬وأنصار‮ ‬يطالبون بالمعجزات حتى في‮ ‬اللقاءات الودية،‮ ‬ويخلطون برنامج التقني‮ ‬الفرنسي‮ ‬في‮ ‬اختيار بدلائل مستقبلية هو في‮ ‬أمس الحاجة إليها،‮ ‬خاصة في‮ ‬اللقاءات الرسمية ليصبح مجبرا على اللعب وديا من أجل الفوز لإسكات أفواه لا‮ ‬يهمها سوى الانتقاد والظهور إعلاميا وإيهام الرأي‮ ‬العالم بقدرتهم على الإشراف على العارضة الفنية،‮ ‬غير أن مشوارهم التدريبي‮ ‬منعدم ولا‮ ‬يمكنهم من الإشراف حتى على حصة تدريبية لمنتخب الكتاكيت‮.. ‬الجميع نسي‮ ‬عمدا عندما كان‮ ‬يلعب الرجال من أجل إسماع كلمة الجزائر إلى كل العالم،‮ ‬فأعطى مثلا فريق جبهة التحرير الوطني‮ ‬درسا في‮ ‬الوطنية إلى كل العالم،‮ ‬عندما ترك زيتوني‮ ‬ومخلوفي‮ ‬وبن تيفور وزوبا وكرمالي‮ ‬وآخرون أنديتهم وأموالهم للالتحاق بالقضية الجزائرية،‮ ‬ورفض البعض منهم حتى لعب كأس العالم مع فرنسا من أجل وطننا العزيز،‮ ‬وأجيال أخرى من جيل لالماس،‮ ‬مرورا بجيل عصاد وبلومي‮ ‬وماجر،‮ ‬إلى عهد المتوجين بكأس إفريقيا وصولا إلى الكتيبة السعدانية،‮ ‬الذين كانوا‮ ‬يلعبون دون حسابات ولا ابتزاز‮.. ‬حتى أصبحنا اليوم نمنح المال والجاه إلى هذا الجيل من اللاعبين ممن همهم الوحيد هو التلاعب بمشاعر الجزائريين والاهتمام بمصلحتهم الشخصية رغم أن‮ ‬غالبيتهم‮ ‬ينشطون في‮ ‬أندية ضعيفة ما عدا البعض منهم،‮ ‬فماذا ستكون الحال لو كانوا‮ ‬يلعبون للبارصا والريال والبايرن وغيرها‮… ‬هنا الطامة الكبرى‮.‬

صحيح،‮ ‬ربما أخطأ المدرب الوطني‮ ‬كريستيان‮ ‬غوركوف عندما لم‮ ‬يضرب بيد من حديد هؤلاء اللاعبين،‮ ‬الذين كانوا في‮ ‬عهد المدرب السابق منضبطين ويخافون حتى من التأخر دون مبررات،‮ ‬ودخل التقني‮ ‬الفرنسي‮ ‬في‮ ‬متاهات‮ ‬يصعب الخروج منها،‮ ‬خاصة أن الجميع أطلق صافرات الإنذار مطالبين برحيله،‮ ‬ولم‮ ‬يجد حماية كافية من محيطه وتركه‮ ‬يسبح لوحده ضد التيار،‮ ‬لن‮ ‬يخرج منها ما لم تتدخل السلطة الكروية وتوقف هذه الحملة الشرسة،‮ ‬التي‮ ‬جعلته‮ ‬يلوح بالاستقالة بعد مباراة تنزانيا،‮ ‬وهو الذي‮ ‬كان‮ ‬يتحدث عن برنامج طويل المدى قتله أعداء النجاح في‮ ‬المهد‮.‬

عندما ترى لاعبين مثل براهيمي‮ ‬وسوداني‮ ‬يتشاجران على أتفه الأسباب،‮ ‬يمكن قراءة السلام على منتخبنا الوطني‮ ‬الذي‮ ‬عجز مسؤولوه عن فرض الانضباط على لاعبين أعطتهم الصحافة الوطنية أكثر مما‮ ‬يستحقون،‮ ‬فلم نسمع أن لاعبين أفارقة من طينة دروغبا وإيتو ويايا توري‮ ‬وأبو تريكة‮ ‬يتشاجرون فوق الميدان لأن مستواهم الكروي‮ ‬يسمح لهم فقط بتشريف بلدانهم قاريا وعالميا‮  ‬وليس صنع‮ “‬التبهدايل‮” ‬فوق ميادين الكرة‮.‬

رسالتي‮ ‬إلى رئيس الاتحاد الجزائري‮ ‬لكرة القدم،‮ ‬التشديد على ضرورة العودة إلى الصرامة قبل فوات الأوان ومعاقبة كل من تسمح له نفسه بالتلاعب بمصير المنتخب الوطني‮.. ‬نحن حقا في‮ ‬حاجة إلى براهيمي‮ ‬وسوداني‮ ‬وسليماني‮ ‬وفيغولي‮ ‬وكل اللاعبين،‮ ‬لكن عليهم احترام القميص الذي‮ ‬يلعبون به والجمهور الذي‮ ‬يتنقل من أجلهم‮.‬

مقالات ذات صلة