الرأي

مأوى للمسلمين في بيت “الصَّادق” دونالد ترامب!

لم يُخف دونالد ترامب موقفه الحازم حول منع من سماهم بـ”الإرهابيين المتخفِّين بلباس إسلامي” من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، والتزم الصراحة القصوى، في إعلانه، دون الخشية من أحد، وكأنّه يؤمن بالقول الإسلامي: “لا نخاف في قول الحق لومة لائم”.
لكن الأنظمة العربية والإسلامية، بقيت تلتزم نهج الكذب والنفاق السياسي، في خطاب استهلاكها الإعلامي الفارغ من محتواه حول مبادئ حقوق الإنسان العربي المسلم أو المسيحي، فهو المضطهَد في بلدانها، والمجرَّد من أبسط الحقوق التي تقرُّها الرسالة الإسلامية وتعدُّها فرضا على المؤمن بالله الواحد الأحد.
بوابات حدود الدول العربية والدول الإسلامية مقفلة بأقفال من الحديد العنصري الممقوت بوجه أي عربي مسلم أو مسيحي، ابتلي في وطنه بحروب أهلية طائفية مدمرة، وأصبح منبوذا، منعزلا في أراضي مقفرة، يعاني من الجوع والمرض، حتى بات قريبا من قدر الموت المحتوم.
أما اللاجئون العرب المسلمون المتسللون على حين غفلة من عيون وإجراءات حرس الحدود، في دول عربية وإسلامية، فتحولوا إلى متسولين، يفترشون أرصفة طرقات تزدحم بالمارة، وتشهد مرور كبار المسؤولين، الذين لا يرون أبعد من أسوار الحفاظ على رفاهيتهم في سلطة لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم.
العربي المسلم أو من أي دين كان لا حقَّ له في إقامة معترف بها، لا حقَّ له في العمل، لا حقَّ له في الإيواء في دول عربية وإسلامية تصوم النهار وتقضي ليلها في صلاة التراويح والتعبُّد المنافِق، وتهاجم في نشراتها الإخبارية الرسمية، الحكومية وغير الحكومية، اضطهاد اللاجئين العرب في أوروبا التي تحمَّلت ما تنصَّل العرب المسلمون من تحمله كمسؤولية أخلاقية دينية، وتتهم ترامب بالعنصرية والعداء للمسلمين، وتصفه بأبشع الأوصاف، في خطاب دول تؤكد دساتيرُها تطبيق الشريعة الإسلامية، ولا تعمل بمضامينها، وكانت تتغنى في يوم مضى بأنشودة: “بلاد العُرب أوطاني من الشام لبغدان”.
ترامب الرئيس القادم على مرْكبة الحقيقة، لا ينطبق عليه قوله تعالى: “المنافقون في الدرك الأسفل من النار” فهو القائل لحقيقةٍ يؤمن بها، لكنها تنطبق على أنظمة عربية “إسلامية” تقول ما لا تفعل، ستكوى بجحيمها في الدنيا والآخرة، أمام أنظار لاجئين عرب ومسلمين لم يجدوا غير كنائس أوروبا وأمريكا التي يحكمها “ترامب” مأوى لهم.

مقالات ذات صلة