-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وفتيات ترد عبر المواقع: "ماذا تنتظرن من نشر حياتكن الشخصية؟"

مؤثرات يتهمن المتابعات بالحسد

نسيبة علال
  • 1356
  • 0
مؤثرات يتهمن المتابعات بالحسد
بريشة: فاتح بارة

يدخل نشر الممتلكات والحياة الشخصية من طبخ وتسوق وسفريات ضمن أساسيات عمل المؤثرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة وأن المحتويات الأكثر بحثا وطلبا في الجزائر هي كل ما يتعلق بالروتينات اليومية والخصوصيات، التي لم يعد تأثيرها مقتصرا على التقليد وتحسين نمط حياة النساء، وإنما يأخذ التأثر بما يتم نشره على أنستغرام وفايسبوك وتيكتوك ويوتيوب.. منحى سلبيا آخر، ينعكس في اضطرابات نفسية ومشاكل اجتماعية للسيدات جراء مقارنة حياتهن العادية بما يرينه دون انقطاع على المواقع.

تشتكي الفتيات والسيدات الناشطات عبر المواقع، واللواتي ينشرن بصفة منتظمة تفاصيل حياتهن الخاصة والعملية، من انعكاسات تأثيرهن على النساء، ويعتقدن أنه يعود عليهن بطاقة سلبية تدمر إنجازاتهن وتزيل نعمهن.

يخفين حملهن خوفا من الحسد

تتعمد الكثير من المؤثرات إخفاء حملهن على المتابعات، وتستمر غالبتيهن في الحديث عبر الستوريه، ونشر صور قديمة على حساباتهن، لضمان استمرار التفاعل فيها، وكي لا يثرن الشكوك، ثم فجأة وعند اقتراب الولادة تطل الواحدة منهن بحفلة لكشف جنس الجنين، أو بجولة في غرفة المولود المنتظر.. لينهال عليهن التأنيب من المتابعات حول إخفاء الأمر، ويبدأ الحديث مجددا عن العين والحسد.

في مجموعة فايسبوكية شهيرة، تعد الأكبر من حيث عدد الجزائريات الذي تضمه، تعبر سيدة عن مدى غصتها ومعاناتها النفسية، كونها شاهدت فيديو للمؤثرة تنشر فيه تفاصيل غرفة وليدها المنتظر وتتألم لذلك كونها تعيش لسنوات عمرها الطويلة في منزل ضيق، ولم تحصل على تلك الرفاهية، تضاربت الانتقادات حول من يتهمها بالحسد وحول من يدعوها إلى الصبر، والبعض اعتبر مثل هذه الحالات سببا في جعل المؤثرات يتكتمن على جوانب من حياتهن الخاصة.

“متابعاتي سبب طلاقي”

ليس لأنهن تدخلن في حياتها الخاصة، أو تقربن من زوجها، أو حرضنها على الانفصال، لكن بعض المؤثرات (نتحفظ عن ذكر أسمائهن )، اللواتي حصلن على الطلاق خرجن بعد مدة يتهمن المتابعات بإصابتهن بالعين، وبعضهن اشتكين من التعليقات ومنشورات الصفحات التي اتهمت رجالهن بالدياثة وعدم الرجولة، تقول إحداهن:

“الناس لا ترحم، عندما أقدم لهم ما ينفعهم من طبخ وتنظيم ونصائح في مختلف المجالات، أنا إنسانة محترمة وطيبة، عندما أنشر صوري أو تفاصيل سفري، أنا منحلة وزوجي ديوث لأنني أسافر لوحدي وألبس ما يعجبني.. تطلقت نتيجة لهذه الضغوط، لم يتحمل زوجي قساوة الكلام والاتهامات، حسبي الله في كل من سببت لي مشاكل وهدمت بيتي”، هذا فيما تلتزم أخريات الصمت عن سبب انفصالها، وتظهر القوة والثبات أمام المتابعات، لكنها تستمر في التعوذ من عينهن وشرور أنفسهن صباح مساء على العلن.

يتكتمن عن المشاريع ووجهات سفرهن “سوسبانس”، أم تفادي العين

برغم من أن المؤثرات ينشرن على حساباتهن الكثير من تفاصيل يومياتهن، حتى لو اقتنين ملعقة تحريك القهوة، لكنهن، في المقابل، يفضلن التكتم على مشاريعهن العملية، ومصادر جنيهن المال، ورحلاتهن عبر العالم، لتبقى هذه الحلقة المفقودة التي تشغل المتابعات دائما.. “من أين لها هذا؟”.

فاليوتيوبر والأنستغراموز يسافرن، عادة، ضمن إطار العمل، بشراكة مع مؤسسات إنتاجية، أو وكالات علاجية أو سياحية، بعضهن يصرحن بالأمر، وأخريات يتسترن عليه كجانب من خطتهن التسويقية، ومعدل سفرهن مرتفع جدا مقارنة بأشخاص عاديين يحتاجون إلى جني المال في مدة زمنية معتبرة، حتى يتسنى لهم تغطية النفقات، كل هذا يطيل الجدل والضوضاء حول هذه الظاهرة، في هذا الوقت تستعد مؤثرات للرحلة القادمة، لتطل على المتابعات تجر حقائبها على أرضية المطار، أو تتناول فطور الصباح في فندق في بلد آخر، لتسألهن؟ أين الوجهة يا ترى؟ هي واحدة من أساليب السوسبانس التي يعتمدنها لزيادة التفاعل ولكنها من جانب آخر تخدم سياسة الكتمان على المشاريع والحياة الخاصة، التي ينتهجنها كي لا تؤذيهن عيون المبغضات من النساء، ولا تلاحقهن الانتقادات السلبية والعبارات الجارحة في الوقت الذي يكن في حاجة إلى التركيز في العمل والراحة في السفر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!