مؤسّسة “شباب الجزائر” تغرس الفكر المُقاولاتي بين الطّلبة

تسعى مُؤسّسة شباب الجزائر، لإدماج هذه الفئة عموما وطلبة الجامعات خصوصا في التنمية المحلية، عن طريق مرافقة مشاريعهم ومؤسساتهم الناشئة، وتسهيل احتكاكهم مع خبراء ومُتخصّصين ومتعاملين اقتصاديّين، تجسيدا لسعي الدّولة إبراز قدرات الشاب الجزائري في تطوير مجتمعه.

واستفاد الشباب مُؤخرا، من عديد القرارات والمشاريع التي مكّنتهم اندماجهم في سوق الشغل والمقاولاتية، وما جعلهم عنصرا فعّالا في التنمية المحلية التي يُعوّل عليها مستقبلا. وانخرطت منظمات المجتمع المدني وجمعيات شبابية في هذا المسعى من خلال مبادرات عديدة، ومن بينهم مؤسسة شباب الجزائر، التي قرّرت مرافقة مختلف القوانين المُستحدثة، من خلال تكوين الشباب ومرافقتهم، وخاصة الطلبة منهم.
وقال رئيس مؤسسة شباب الجزائر، ياسين تاج الدين بوهريرة في تصريح لـ”الشروق”، بأن مشاركة الطالب في التنمية المحلية عرفت “انتعاشا ملحوظا مؤخرا، بفضل وجود إرادة سياسية حقيقيّة، لتمكين الشباب عُموما ومن ضمنهم الطّلبة للمشاركة في الحياة العامة وصنع القرار من خلال عديد الآليات التي تمّ استحداثها”.
واعتبر المتحدث، بأنّ فئة الطلبة وباعتبارها أغلبية شبّانية مثقفة لم تتح لها الفرصة سابقا “لإبراز قُدراتها في مجال تنمية مُجتمعها، وبقيت إبداعات الطالب حبيسة تفكيره ومحيط جامعته ولم تتطوّر إلى مشاريع حقيقية”.
وحاليا، ومع القوانين المُستحدثة من قبل الدولة، يُضيف بوهريرة، يتم السعي لجعل دورِ للطالب ليكون شريكا حقيقيا في التنمية المحلية”.

تكوينات “مقاولاتية” للطلبة..
ولإثراء هذه القوانين والإصلاحات ” النوعية”، قرّرت مؤسّسة شباب الجزائر وباعتبارها فاعلا في المجتمع المدني، مرافقة الطلبة ليكون لهم دور في الساحة المُجتمعية، عن طريق تكوين الطلبة والمتربصين بمعاهد التكوين المهني عبر خليّتها الخاصة بهذا المجال، ومنحهم فرصة للاحتكاك بالخبراء والمُختصين في مختلف المجالات.
وقال المتحدث: “إن إثراء قانون المقاول الذاتي الذي استحدثته الدولة، قرّرنا أن نكون حلقة وصل بين المتعامل الاقتصادي والطلبة، لمساعدتهم في إبراز قدراتهم، من خلال نشاطات ننظمها داخل الجامعات، ومنها ندوات فكرية وملتقيات، هدفها الاحتكاك بالطلبة وتكوينهم لإطلاق مشاريعهم المقاولاتية ومرافقة المُبدعين منهم”.

ندوات بالجامعات لدعم المقاولاتيّة
ومن نشاطات مؤسسة الجزائر مؤخرا، تنظيم يوم تحسيسي بالقطب العلمي والتكنولوجي الجامعي بسيدي عبد الله، بحضور شركاء مختصون في علم الاجتماع والاقتصاد، الهدف منه مرافقة الشباب والطلبة والمبدعين، وعرض نماذج لمبتكرين شباب.
وكذا تنظيم ندوة علمية بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بباب الزوار، تم التطرق خلالها لمشاركة الطالب الجامعي في التنمية المحلية، عبر النوادي العلمية وحاضنات الأعمال ومراكز دعم المقاولاتية.
وكما ستنظم ندوة فكرية قريبا في ولاية بجاية حول مساهمة المجتمع المدني في ترقية المقاولاتية لدى الطلبة.
وفي السياق ذاته، أبدى بوهريرة تفاؤله بشأن إسهام طلبتنا في التنمية المحلية، كاشفا أنه بعد إطلاق منصة المقاول الذاتي تم تسجيل آلاف الطلبات، وكما أنه بعد شهرين فقط من إصدار القرار الوزاري المتعلق باستصدار مذكرة تخرّج على شكل مؤسسة ناشئة، تم تسجيل 1600 مشروعا مطروحا لطلبة في هذا الإطار، “وهذا رقم معتبر ودليل على قدرات الطالب الجامعي الذي ينتظر من يأخذ بيده فقط” على حدّ قول محدثنا.