الرأي

ماذا تقول يا حجار؟!

رشيد ولد بوسيافة
  • 2595
  • 10
أرشيف

التصريحات الغريبة الصادرة عن وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار حول توظيف خريجي الجامعات وتهوينه من شأن جائزة نوبل بالقول “ماذا يفيد الجامعة الجزائرية عندما يتحصل طالب منها على جائزة نوبل؟!” تطرح تساؤلا كبيرا حول الطريقة التي يفكر بها المسؤولون الجزائريون.
هل يدرك الوزير حجار أن الجامعة الجزائرية باتت منكوبة؛ ومن أوجه نكبتها المستوى العام الذي يتراجع يوما بعد يوم خاصة مع نظام “الألمدي” الذي تم التسويق له في البداية أنه سيدخل الجزائر في عهد جديد من الازدهار والتطور، لأنه يربط الجامعة بالمحيط الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للبلد، فكيف يأتي الوزير ويقول إن الجامعة لا علاقة لها بالتوظيف؟!
ما الفائدة إذن من ملايين الشهادات التي تمنحها الجامعة؟ ولماذا بات الفشل قرين خريجي الجامعات في الوقت الذي يشق المتسرِّبون من المدرسة طريقهم نحو النجاح في المهنة أو الحرفة التي يختارونها؟ وهل يعقل أن يتحول خريجو الجامعات من حمَلة الشهادات العليا بما فيها الماجستير والدكتوراه إلى موظفين بسطاء عند المتسربين من المدرسة الذين بدأوا حياتهم بالفشل الدراسي؟
الأمور ليست بخير يا حجار، وعوض أن تعطينا تشخيصا دقيقا، عمدتَ إلى التهوين من أهمية النوابغ في بناء سمعة الجامعة الجزائرية، متناسيا أن الجوائز الدولية على غرار جائزة نوبل، وعلى الرغم مما يقال عنها، تبقى مؤشرا على النجاح والتفوُّق في مختلف العلوم.
الجميع على قناعة بأن السنوات الأخيرة شهدت عملية كبيرة لتخريب الجامعة الجزائرية؛ عبر وضع حد للنظام الكلاسيكي الذي كان يمنح الطالب تكوينا أساسيا وشاملا ليعوض بنظام “الألمدي” المستنسَخ وعوضت شهادة الماجستير التي تعتبر محصلة تكوين وبحث علمي، بشهادة الماستر التي تمنح لملايين الطلبة دون أن تؤهِّلهم للوظيفة.
كما فُتح المجال على مصراعيه للحصول على شهادة الدكتوراه “ألمدي” خاصة خلال السنوات الأولى لتطبيق النظام، وتمكَّن الكثير من الطلبة ذوي المستوى المتواضع من المرور إلى مرحلة الدكتوراه وكادت الأوضاع تخرج عن السيطرة لولا أن استدركت الوزارة الأمر وشددت في شروط المشاركة في مسابقات الدكتوراه وقلصت من المناصب المفتوحة.
وبعد ذلك برزت ظاهرة أخرى لا تقل خطورة هي تضخيم العلامات خاصة في مرحلة “الماستر” وبات من الطبيعي أن ينال الطالب 18 من 20 بعد تقديم بحثٍ شكلي في غالب الأحيان يكون مستنسخاً من بحوث أكاديمية، وفي النتيجة فإن النظام القديم بات مثالا ناجحا أمام المهزلة التي تعيشها الجامعة الجزائرية في نظام “الألمدي”.

مقالات ذات صلة