الرأي

ماذا سيقول أردوغان؟!

قادة بن عمار
  • 2134
  • 6

في لحظة واحدة، بات الجميع يترقب الإعلان النهائي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تفاصيل الجريمة المروّعة التي ذهب ضحيتها جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، حيث أثبت الرئيس التركي مرة أخرى أنه باستطاعته اللعب على كل الحبال وممارسة السياسة مثلما يستحق الحال، ومثلما هي السياسة بمعناها الحقيقي وليس بالمعنى الذي يعتقده البعض ويطبقه في حياته، فيسقط في فخّ الارتجالية مرارا بل ويرتكب الجرائم المروّعة فيهدد بها سلطته وسيادة بلاده!
ستنتهي أزمة جمال خاشقجي مثلما بدأت، وسيتحوّل الجميع إلى متابعة قضية أخرى، بعدما حاول الكلّ الاستثمار في دمه، بعضهم عن حق والبعض الآخر عن باطل، لكنه بعد انتهاء الأزمة سيكون لزاما على الجميع أن يُدقّق في حساباته ويُقيّم أفعاله وردود الفعل حولها وبأن يبني مواقفه على تلك العملية التقييمية الشاملة.
سيدرك الجميع أن محمد بن سلمان أخطأ حين راهن على “جاريد كوشنر” صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسيدرك الجميع أن قطر أصابت حين رفضت إغلاق قناة الجزيرة فهي سلاحها الفتاك الذي يفوق في قوته أقوى الجيوش، وستدرك مصر أنها لم تعد تلعب ذلك الدور المؤثر مثل السابق، وبأنه يجب عليها مراجعة الكثير من سياساتها الداخلية القمعية والتي تشبه في قساوتها فلسفة محمد بن سلمان!
وسيدرك الجميع أن أردوغان كان ذكيا جدا في تعامله مع الأزمة، منذ بدايتها وحتى الآن، في انتظار إعلانه هذا الثلاثاء عن نتائج التحقيق، أمام أعضاء حزبه أولا، ثم أمام الرأي العام التركي والعالمي، أمّا دم خاشقجي فنتمنى جميعا أنه لم يذهب سدًى وبأن الراحل سيكون مفيدا لوطنه وأمته ميتا، مثلما كان مفيدا لهما حيّا… ولا حول ولا قوة إلا بالله!

مقالات ذات صلة