-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ماذا لو حكم زمور فرنسا؟

ماذا لو حكم زمور فرنسا؟

ما الذي سيفعله هذا المدعو “إيريك زمور”، لو منحه الفرنسيون أصواتهم، ووصل إلى قصر الإليزي، رئيسا للجمهورية الفرنسية؟ سؤالٌ يجيب عنه غالبية الناس بسهولة وسرعة وإجماع، على أن الرجل سيُقلّب السياسة الفرنسية رأسا على عقب، فهو لا يتوقف عن إطلاق وعوده، والتي تأخذ أبعادا اجتماعية ونفسية بعيدة عن الواقع، وتُظهر بأنَّ الرجل لا يمكنه أن يعالج مشاكل فرنسا على كثرتها، لأنه مريضٌ بكل ما هو إفريقي وعربي وإسلامي.

هل يمكن أن يكون برنامج رئيس دولة، مازالت مقتنعة بأنها عظمى، منحصرا بين طرد المهاجرين وتمزيق الحجاب، والفرنسيون يتابعون بأم أعينهم كيف انطلقت مختلف الأمم من هنود وصينيين، وتركتهم في الخلف، لا يجدون لأنفسهم مكانا، سواء في مالي أو ليبيا، ولن نتحدث عن القضايا الكبرى، وآخرها ما يحدث في أوكرانيا، حيث بقي الرئيس الفرنسي يصرّ على مكالمة الرئيس الروسي بوتين، إلى أن علم هذا الأخير بأنّ “سوق” فرنسا فارغ، فأغلق عليه الهاتف، وتركه مفتوحا أمام بقية رؤساء العالم.

لقد حكم فرنسا العديدُ من الرؤساء، انتهاء بساركوزي وهولاند وماكرون، وكانوا جميعا يزعمون اهتمامهم بشأن المهاجرين ويُبعدون عن أنفسهم تهمة العنصرية، بل إن الرئيس الفرنسي الحالي، وعد في حديث له مع قناة “الشروق نيوز” بأن يعترف بجرائم فرنسا في حق الجزائريين، حالما تولى الرئاسة في فرنسا، لكن مع مرور الوقت تظهر نيّات هؤلاء، حتى أننا نرى فرنسا أكثر تطرُّفا في بعض الأمور من الدولة الصهيونية، فهي الأقرب إلى إسرائيل، من بقية الدول الغربية الداعمة لها، بما فيها إنجلترا المؤسِّس الحقيقي للدولة العبرية، وهي الوحيدة التي أساء رئيسُها إلى الإسلام، وهي أول من قاد حملاتٍ ضد الحجاب والنقاب والمساجد، وتشدّدت في منح التأشيرات للشعوب المغاربية، لأجل ذلك سيكون حكم زمور أكثر صراحة من دون نفاق، بسياسة واضحة، لا ضبابية فيها ولا لون رماديا، وإنما سواد لن يفاجئ أحدا، وبدلا من القتل بالتقطير والتجزئة، فإن الرجل يقتل كل الأحلام بالطلقة المباشرة، فهو على الأقل لم يخفِ أحقاده، بل قالها منذ أن فكّر في الترشح للرئاسيات، ومنذ أن باشر حملته الانتخابية، وبالتأكيد سيطبقها عندما يقود فرنسا.

لم تعد الانتخابات الفرنسية تشكل اهتمام البلاد المجاورة لفرنسا ولا مستعمراتها القديمة في القارة السمراء، فما بالك بالدول العظمى، التي لم تُعطِ لها أي اهتمام، لأجل ذلك حاول بعض المرشحين ومن بينهم “زمور” أن “يزمّر” بكل ما أوتي من نفس، ضمن معادلة “خالف تُعرف”، ولكن لسوء حظه، ما عاد أي شيء مقرون بفرنسا يستهوي العالم، سواء نجحت “زمّارة” زمور في إسماع الفرنسيين ضجيجها، أم فشلت.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!