رياضة
قطرة من كأس العالم

ماذا لو شارك الخضر في روسيا؟

جعفر سعادة
المنتخب الوطني الجزائري

لم يلعب المنتخب الوطني في مونديال روسيا، ولكن طيفه حلّق على الأقل بالنسبة إلى مشجعي رفقاء فيغولي. بعض الشوفينيين رؤوا الخضر في النصف النهائي، ومنحوه حظا في الحصول على اللقب، بالنظر إلى المستوى المتواضع لكبار العالم، بينما كان آخرون أكثر واقعية وراحوا يقارنون الوجه الشاحب للخضر أمام البرتغال في الودية السابقة، حيث لم يظهر لهم أثر على مدار تسعين دقيقة، وبما قدمه المغاربة من درس كروي راق أدهش رونالدو وزملاءه.. وبين هذا وذاك، بقي السؤال الملحّ: كيف كان سيكون أداء المنتخب الوطني لو شارك في مونديال روسيا؟
المنتخب الجزائري شارك في مونديال إسبانيا سنة 1982 وتألق بلومي وماجر وعصاد بشكل لافت وسنهم بلغت 24 سنة، وحققوا انتصارين وهزيمة في مباراة سيطروا فيها بالطول والعرض أمام النمسا، وعندما عادوا في سنة 1986 بنفس اللاعبين الذين بلغوا الخبرة المرجوة 28 سنة، سقطوا ولم يتمكنوا إلا من خطف نقطة وحيدة من تعادل أمام منتخب أيرلندا، فليس بالضرورة أن الذي تعادل أمام روسيا في سنة 2014 بإمكانه تفادي الهزيمة أمامها، وليس الذي تأهل للدور ثمن النهائي قادرا على المرور إلى حدود الدور ربع النهائي في الدورة الموالية، وكما يتابع الملايين من الجزائريين في دورة روسيا، فإن الأحسن ليس بالضرورة هو من يفوز في كأس العالم لأنها دورة مغلقة وقد يلعبها منتخب صغير بكامل تركيزه، ويضيّعها الكبار كما حدث للأرجنتين ولغيرها من المنتخبات، وكما قال مودريتش: “لو لعبنا مستقبلا أمام الأرجنتين فلن نحلم بالفوز أبدا، فما بالك أن نسحقها بثلاثية نظيفة.
إضاعة كأس العالم كانت ضربة موجعة إلى الجزائريين، خاصة أن المنافسة جرت في روسيا، وسيكون في الدورة القادمة بعض اللاعبين قد دخلوا عالم الاعتزال، والبقية بلغوا من عمر الكرة عتيا، ومنهم رياض محرز 31 سنة وياسين براهيمي 32 سنة ورايس مبولحي 36 سنة، ولكن المنتخبات الكبرى هي التي تعود، وكما فشل النجوم في صناعة ربيع منتخباتهم في روسيا، فليس بالضرورة أن يكون من يغرّد في سماء قطر هو الذي أمتعنا في زمن غوركوف.

مقالات ذات صلة