-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ماذا يريد الشارع الجزائري من “الخضر”؟

ياسين معلومي
  • 9506
  • 0
ماذا يريد الشارع الجزائري من “الخضر”؟

الجزائر، هو البلد الوحيد في العالم الذي يملك أربعين مليون مدرب، وأربعين مليون خطة للفوز على الخصم مهما كانت قوته.. ومهما كان اسم المدرب الذي يشرف على المنتخب الوطني، فلن يسلم أبدا من الانتقادات والسب والشتم، فكل مواطن جزائري يبدي رأيه وكأنه تعلم أبجديات التدريب في أكبر المعاهد الرياضية، ويعطي حلولا لمشاكل الكرة الجزائرية، التي عجز عن إيجاد حلول لها كل الذين تعاقبوا على رئاسة الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وكل الذين ستوكل إليهم مهمة تسيير الكرة الجزائرية بعد الرئيس زطشي، لأن الأمور تحتاج إلى جلسات وجلسات ونية خالصة غائبة عن مسؤولي الكرة الجزائرية، الذين يبقى همهم الوحيد ملء جيوبهم وعدم الاكتراث لما يحدث أسبوعيا في ملاعبنا.

كنت أظن أن تعيين الثلاثي رابح ماجر وجمال مناد ومزيان إيغيل على رأس العارضة الفنية لـ”الخضر” خلفا للتقني الإسباني ألكاراز، سيفرح عددا كبيرا من الجزائريين، خاصة المطالبين بتعيين تقنيين جزائريين على رأس العارضة الفنية للمنتخب، غير أن الحقيقة عكس ذلك، فالبعض تفاجأ لهذا التعيين، وأكد أن تدريب “الخضر” أمر كبير على الثلاثي الجزائري، ومصيرهم سيكون حتما مثل كل المدربين الذين تعاقبوا على المنتخب الوطني، الإقالة والخروج من الباب الضيق.. غير أني أجزم بأن المدربين الجدد لـ”الخضر”، لن يفشلوا بهذه السرعة التي يريدها البعض بسبب التغيير الكبير، الذي حدث في نمط التأهل لكأس إفريقيا القادمة بارتفاع عدد المنتخبات، التي تتأهل لنهائيات كأس إفريقيا من ستة عشر منتخبا إلى أربعة وعشرين، زد على ذلك أن المنتخب الجزائري نسخة ماجر وزطشي، مجبر على محو الآثار التي تركها الإقصاء المذل من نهائيات كأس العالم بروسيا، وعلى الجميع العمل لإخراج المنتخب الوطني من النفق المظلم الذي دخله، والمشاكل التي تركها المدربون السابقون ما زالت عالقة إلى يومنا هذا، ولن تجد حلولا لها إلا بالضرب بيد من حديد.

ما زلت لم أفهم بعد ماذا يريد الجزائريون من منتخبهم الوطني، وهل إن إبعاد الثنائي فيغولي ومبولحي قرار صائب أم خاطئ، وهل إن عودة جابو بعد غياب طويل أمر منطقي أم لا؟ وهل استدعاء الثلاثي المغضوب عليه محرز وبن طالب وسليماني سيفيد “الخضر” أم لا؟ وأسئلة أخرى عديدة لم أجد لها جوابا مقنعا إلا عند الجزائريين، الذين، حتى وإن فزنا يوما ما بكأس العالم، فلن يسلم منتخبنا الوطني من الانتقادات، والأجدر أن نترك هذا المنتخب يعمل في هدوء وتحضير نفسه للاستحقاقات القادمة، وإن فشل في تحقيق الأهداف المسطرة سنكون أول المنتقدين، بعيدا عن البلاتوهات التي أصبح زائروها يعطون دروسا في الكرة لكل المدربين الذين تعاقبوا على كل المنتخبات الوطنية، رغم أنه من الأجدر لهم أن ينزلوا إلى الميدان ويظهروا للشعب الجزائري أنهم قادرون على رفع تحدٍّ عجز عنه السابقون.

ماذا نريد من كل المنتخبات الوطنية..؟ لا نريد سوى التألق ورفع الراية الوطنية في المحافل الدولية، لكن في مثل هذه الظروف، أجد نفسي أقرأ السلام على كرتنا إلى غاية ظهور جيل جديد سيكون أحسن من كل الأجيال التي تعاقبت على كرتنا المريضة، لكن ذلك لن يكون أبدا.. غدا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!