-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ماراطون التنديد!

الشروق أونلاين
  • 1147
  • 0
ماراطون التنديد!

صلاح الدين.ع: boussiafa@ech-chorouk.com

الوقفة التي سجلها أئمة المساجد أمس تنديدا بالعمليات الإرهابية الأخيرة ليست جديدة على هذه الفئة التي واجهت قبل غيرها الفكر المتطرف الذي كان ينتشر في صمت في أوساط الشباب الجزائري الذي دفعه الفراغ إلى اعتناق إيديولوجية غريبة عن تعاليم الإسلام السمحة.لكن المثير أن البعض يعتقد بأن التنديد كفيل بوضع حد لتلك الإيديولوجية، لدرجة تحول الساحة السياسية إلى ماراطون تتسابق فيه الفعاليات الحزبية والمنظمات وحتى الجهات الرسمية، والكل يريد أن يندد أكثر من الطرف الآخر بالإرهاب وفتح الباب للمزايدات بين كل تلك الأطراف لدرجة يقول فيها وزير الشؤون الدينية إن الأطراف التي تندد اليوم بالإرهاب هي نفسها التي كانت ترسل الفتاوى وتمول الإرهاب لقتل الجزائريين، وكأن وزير الشؤون الدينية لم يعجبه تطور مواقف شخصيات سياسية تحولت من الدعوة إلى العنف إلى المصالحة الوطنية ونسيان خلافات الماضي.

سباق للشجب والتنديد والرفض للعمليات الإرهابية الأخيرة التي حولت إلى مادة انتخابية دسمة، لكن لا أحد يفكر في الطريقة الملائمة للقضاء على الفكر المتطرف وتحصين المجتمع إزاء الإيديولوجية العدمية التي تخترقه عبر الشبكة العنكبوتية، بالشكل الذي لا يمكن مراقبته والتحكم فيه سوى بجهد مواز وبأساليب أكثر تطورا من التي يستخدمها الإرهابيون.

وهنا لا بد من طرح أسئلة هامة والإجابة عنها تبقى للمشرفين على قطاع الشؤون الدينية عندنا.. هل اطلع كل الأئمة والعاملون في المساجد على السموم الموجودة في الشبكة العنكبوتية والتي يتشبع منها الشباب في مقاهي الانترنت دون رقيب؟.

هل بإمكان كل الأئمة تصفح مواقع الانترنت، وهل نظمت لهم دورات تكوينية، أم ترك ذلك للمبادرات الشخصية؟ التنديد والشجب هما أسهل الحلول وليسا الدواء الملائم للحالة الأمنية في الجزائر، وإنما لا بد من عمل متكامل لكل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية وكل فعاليات المجتمع الحية من أجل محاصرة الإيديولوجيا العدمية فكريا عوض الاستثمار فيها بالتمترس في ماراطون التنديد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!