جواهر

مارس 2020

سهام علياوي
  • 318
  • 13
ح.م

لقد سمعنا عن الأمراض والأوبئة المنتشرة هنا وهناك في العالم والأمراض التي عانت منها البشرية قديما والتي أدت إلى التطور المذهل للطب واكتشاف الأدوية (الطاعون في بداية القرن الرابع عشر، الكوليرا في بداية القرن التاسع عشر، الإنفلونزا الإسبانية في بداية القرن العشرين)، لكن ما يعانيه العالم اليوم من وباء كوفيد 19 منذ نهاية 2019 وبداية 2020 والذي كان مصدره الصين هو أمر مثير للتساؤلات لأن الوباء انتشر في كل دول العالم بسرعة كبيرة.

نصف سكان العالم مجبرون على البقاء في المنازل  حتى أن  هناك إجراءات ردعية لمن يخالف القوانين والضوابط التي وضعت في هذه الفترة التي لا ندري هل ستطول أم ستنقضي بعد أسابيع؟ فالجزائر تسجل زيادة في الإصابات والوفيات يوميا، اليوم ‏ 31‏ ‏مارس 2020 وصلت الإصابات إلى 716، 09 ولايات تحت الحجر الصحي إذ يُمنع على ساكني هذه الولايات من الخروج من المنازل من الساعة السابعة مساء إلى الساعة السابعة صباحا، محلات مغلقة باستثناء محلات المواد الغذائية والمخابز والقصابات، الشوارع خالية كما كانت في سنوات الدم في التسعينات.

نحن لا نعلم ماذا يحدث في مستشفياتنا باستثناء بعض الفيديوهات التي نشاهدها في مواقع التواصل الاجتماعي لا ندري إن كانت المستشفيات تستطيع التصدي للمشكلة إذا تفاقمت، رئيس الجمهورية يُطمئن لكن  رسالة المساندة لمُوَظفي قطاع الصحة التي بعث بها قبل أيام مقلقة إذ يعترف من خلالها بأنهم يعملون وسط قلة الإمكانيات، وفي حديثه مع وسائل الإعلام وعد بزيادة التجهيزات والمستلزمات وبأن الجزائر قادرة على مواجهة المرحلة الخامسة.

العالم كله قلق ومذعور خاصةً الدول الأكثر تضررًا كإيطاليا وإيران والولايات المتحدة الأمريكية، لكن الفرق يكمن في أننا نحن المسلمون عندنا قاعدة اسمها الإيمان بالقضاء والقدر وتقول العرب عندنا ربَّ ضارة نافعة، فلدينا عشرات الآيات القرآنية التي تدعو الإنسان إلى التحلي بالصبر وقت الشدة وأن هذه الأزمات والآلام لم تأت إلا لتؤدب الإنسان وتطهره من الآثام والمعاصي لأن الإنسان بطبعه جاحد للنعم يتكبر وقت السعة والرخاء ويتضرع وقت الشدة والخوف، فقد شهدنا الظلم الذي لحق بالفلسطينيين والدمار الذي تعيشه سوريا واضطهاد مسلمي الروهينغا بالإضافة إلى الفساد بكل أنواعه على أرض الإسلام.

خلال هذه الأزمة يتجلى بعض التقارب الدولي بين القوى التي كانت بالأمس متصارعة،   فكل  الدول تحاول جاهدة تخطي هذه المعضلة بأقل كلفة وفي الجزائر برزت كل مظاهر التكاتف والتعاون مع المدن الأكثر تضررا ومع الأشخاص اللذين يحتاجون للمساعدة في هذه الظروف الصعبة ولعل بعد انحسار هذا الوباء سيعم العدل والسلام العالمي وسيعود المسلمين إلى دينهم الذي ارتضاه لهم ربهم والذي يدعوهم دوما إلى الحب والعطاء والتسامح “اللهم ردّنا إليك ردّا جميلا”.

مقالات ذات صلة