الشروق العربي
التكوين وقيادة السيارة ضمن الأولويات

ماكثات في البيوت يسعين للتحرر

نسيبة علال
  • 2027
  • 7

تحدت المرأة الجزائرية العديد من التقاليد السائدة في المجتمع، وكسرت قيودا كثيرة كانت تمنعها من التطور والسمو بذاتها من سيدة ماكثة بالبيت إلى امرأة مثقفة ملمة بمستجدات الموضة والديكور والحياة العصرية عموما، واستطاعت بذلك أن تفتح لها ولمثيلاتها أبواب التحرر والاستقلالية.

قيادة سيارة خاصة، غاية لدى الماكثات بالبيوت

تحتاج الموظفة إلى مركبة خاصة للتنقل إلى مقر عملها، تفاديا لتأخيرات وسائل النقل ومعاناتها. وقد كان النضال طويلا جدا حتى تتمكن المرأة الجزائرية من القيادة بهذا الشكل في الطرقات، من دون اعتداءات أو تحرشات. ومع مرور الوقت، أصبحت حتى النساء الماكثات بالبيت يسعين لامتلاك سيارة خاصة، ويضعن قيادتها ضمن الأولويات التي تسمح لهن بأداء مهام ومسؤوليات رئيسية، يقدمن بها يد العون للشريك، كالقيام بمشتريات المنزل، أو زيارة الطبيب واصطحاب الأطفال إلى المدرسة والنزهة.. كما توفر لهن المركبة الخاصة نوعا من التحرر بداية زواجي من مشكل النقل، كان علي انتظار أيام عطلة زوجي حتى أتمكن من شراء حاجياتي الخاصة، بما فيها الضرورية ونقائص المنزل، وألغيت ما لا يحصى من مواعيد مهمة وزيارات ثرية، لأنني ممنوعة من ركوب التاكسي بمفردي، ولا توجد حافلات في المنطقة التي أقطنها، كذلك الأمر عندما أفكر في القيام بنشاط مفيد..”. ومع أنها سيدة غير عاملة، قررت الحصول على سيارة وتعلم السياقة. تضيف كاميليا: “حينها فقط، تغيرت حياتي، تمكنت من إكمال دراستي والحصول على شهادة تعليم عال، أعدت بناء علاقاتي الاجتماعية التي دمرتها، اكتشفت أماكن جديدة وخططت لمشروع خاص قيد التنفيذ، وأفكر في جعل بنتيّ التوءم تلتحقان بالحضانةالمجتمعي، في حين مازال الناس ينظرون إلى الماكثة في البيت التي تستقل وسائل النقل في وقت متأخر أو بشكل يومي نظرة دونية، ويلمنها على ذلك، رغم المسؤوليات المتعددة، تقول كاميليا: “عانيت في  لتعلم مهارات جديدة”.

العلاقات والمكانة الاجتماعية ليست حكرا على العاملات وصاحبات المناصب

تشير الأخصائية الاجتماعية والنفسانية، مريم بركان، إلى أن حاجة المرأة الماكثة بالبيت إلى كونها فردا فعالا في المجتمع، ذات منفعة ومكانة يذكرها بها الناس، هي ما يدفعها إلى الرغبة الملحة لتكوين علاقات اجتماعية مع مختلف الأشخاص الفعالين، والسعي للمحافظة عليهم ضمن علاقاتها. كما أن اهتمام الأمهات ليكنّ قدوة ومثالا جيدا لأسرهن، هو ما يكسر حولهن حيز الراحة والعزلة ويؤدي بهن إلى حب التطور والتعلم.

ثم إن المكانة الاجتماعية الرفيعة التي بلغتها بعض ربات البيوت بفضل نشاطهن في الأعمال الخيرية والتطوعية وتقديم المساعدة لنظيراتهن في المجتمع، بالإضافة إلى إرادتهن وعزيمتهن على تغيير واقع المرأة الجزائرية غير العاملة، خلق نوعا من التحفيز لبقية النساء.

مقالات ذات صلة