-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ما‭ ‬بعد‭ ‬بن‭ ‬لادن؟

الشروق أونلاين
  • 4743
  • 11
ما‭ ‬بعد‭ ‬بن‭ ‬لادن؟

لم يعد ينقص أمريكا سوى أن توزّع صكوك الغفران على من تريد لتقول للعالم: إنها بقدر ما تحكّمت في دنياهم صارت تختار لهم نهايتهم شكلا ومضمونا، تشنق من تريد وتُغسّل من تريد بمياه المحيطات، وتدفن من تريد في ظلمات البحر، وننسى نحن ـ ونتناسى ـ أنه لا تدري نفس بأي أرض تموت، وأينما تكونوا يدرككم الموت، وكل من عليها فان، وتلك الأيام نداولها بين الناس، فصنعنا من هذا البلد صنما منحناه العصمة كلّها والقرابين كلّها، وصرنا نسمّي الأشياء كما يسميها، فنلعن من يلعنه، ونبارك من يباركه، ولا نرى إلا ما يريدنا هو أن نرى!

  • في كل دول العالم لا يُحكم على الفرد ولا يحاكم إلا من قضاء بلده، إلا في أمريكا، فهي التي باركت تسمية أسامة بن لادن بالمجاهد، عندما كان يقتل الشيوعيين، تماما كما باركت تسمية صدام حسين بالقائد القومي، عندما كان يقتل الشيعة الإيرانيين في الخليج، وباركت إلتفاف “مجاهدي” العالم الإسلامي من حول أسامة بن لادن من أجل وقف المد الشيوعي، كما باركت إلتفاف القوميين والبعثيين في العالم العربي حول صدام حسين، من أجل وقف المد الشيعي، فقُتل مئة ألف شخص في حرب أفغانستان، ومليون شخص في حرب الخليج الأولى، والولايات المتحدة تتفرج وتمنح للفاعلين الألقاب والنياشين، إلى أن تعرضت مصالحها في شرق آسيا وغربها للخطر، فتغيّرت الألقاب فصار أسامة بن لادن إرهابيا وصدام حسين ديكتاتورا، وهي ألقاب انتقلت بسرعة من القاموس الأمريكي إلى القواميس العربية مترجمة حرفيا وفعليا، فبعد أن كان أسامة بن لادن يتلقى المساعدات من الأمراء الساهرين على نجاح تجارته، وكان صدام حسين يتلقى السلاح من الزعماء الطامعين في صموده، فتغيرت الأوضاع وانقلبت، ولم يبق الآن من أجندة “الإرهاب” سوى حسن نصر الله الضلع الأخير من ثالوث “الإرهاب” السلفي والبعثي والشيعي، الذي طلبته أمريكا‭ ‬وتمكنت‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تفرقه‭ ‬قبائل‭ ‬وشيعا،‮ ‬فسادت‭ ‬وحققت‭ ‬أهدافها‭.‬
  • عندما هاجر أسامة بن لادن إلى أفغانستان للجهاد، كانت أمريكا في زمن جيمي كارتر تحارب المعسكر الشرقي، وعلى مدار ثلاثين عاما، تفكك العالم الإسلامي وتميّع، وما تغيرت السياسة الأمريكية من ريغن إلى بوش الأب إلى كلينتن ووصولا إلى بوش الإبن وأوباما، لأجل بناء بلد لا تغرب عنه الشمس، يريد أن يحتكرها، فتطلّ على الدولة العبرية وتحرق كل مسلم، سواء كان سنيا سلفيا تدفنه في البحر، أو بعثيا تشنقه في عيده الكبير، فعندما كانت الولايات المتحدة تعلن انتصارات المجاهدين الأفغان والعرب أمام السوفيات.. لا أحد كان يتصور هاته النهاية التي عوّضت الشيوعيين وسلفيي طالبان من بعدهم بالأمريكان على أرض أفغانستان، وعندما كانت أمريكا تعلن انتصارات البعثيين العراقيين وعرب الجوار أمام إيران.. لا أحد كان يتصوّر هاته النهاية التي عوضت الشيعة بالأمريكان في أرض العراق، والذين هلّلوا لشنق صدام حسين في عيد الأضحى، وهلّلوا لدفن أسامة بن لادن في البحر في عيد العمال من دون تغسيل ولا صلاة، عليهم أن يعلموا أن مسلسل الشنق والدفن لم ينته بعد.. وإذا كان المثل يقول: “أُكلت يوم اُكل الثور الأبيض” فإن ما بقي من ثيران ستُؤكل مهما كانت ألوانها.. هذا إن بقي في العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬ثور‭ ‬واحد؟
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
11
  • أسامة

    المضحك في الأمر هو أن بعضهم يأمن بأن أسامة بن لادن موجود أصلا

    كما قال اخي رقم 1 مجرد عميل لا غير .

  • بدون اسم

    مسلسل هندي
    بطل .اوباما + كموندوس امريكي + بن لادن
    ادوارالثانوية . جيش البكستاني و رئيسهم
    ضيوف الشرف دول عربية
    مشركة اول مرة . جيران بن لادن

  • نسيم

    لا يمكن لعاقل أن يصدق أن بن لادن توفي و هل يصدق من يسمع أن أكبر زعماء القاعدة و قائدهم توفي حرقا أو برصاصة فأين أعوانه و جنوده و أين القاعدة و هل يعقل أن امريكا قد تتخلى عن جثة من زرع الخوف في فيها بهذه السهولة و ترميه في البحر للحيتان ؟؟؟؟؟؟؟؟ فلو كان الخبر صحيحا لكانت مزقت جثته و علقت في كل مدينة جزء منها ليكون عبرة لمن يعتبر...................

  • nour el houda

    بن لادن يعتبر شهيد في سبيل الاسلام و في نظر الامة العربية فهو لايزال حيا لقوله تعالى:"ولا تحسبن اللدين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون" صدقى الله العظيم

  • عبدو

    بارك الله فيك و في العقل و اليد و القلم الذي خط هذا المقال الممتاز.
    شكرا و ألف شكر.

  • nounou

    والله سؤال وجيه ان كان قد بقي هناك ثيران

  • برهوم

    بن لادن عميل لأمريكا وطالبان حركة وهمية
    أحتار كيف لا تعرفون هذا وتنخدعون به وتخدعون الشعوب به أيضا
    فيقوا

  • ام سلسبيل

    وتلك الايام نداولها بين الناس لن تدوم امريكا ولن يدوم ملكها وحضارة القوة التي تدعيها ستنقلب عليها هم لا تاريخ ولا امتداد لهم فلسفة رعاة البقر والمادة والعنف والهمجية واستبعاد الروح و الضمير كل هذا لم تباركه الشرائع السماوية ولا العرف ولا القوانين وكان لا بد له من الزواااال .ولاننا ابتغينا العزة في غير الله وولينا اليهود والنصارى امرنا كان هذا حالنا

  • hamza

    لا جدوئ من الحرب علئ العرب ؤ خاصة الجزاءريين منهم ~لان الثقافة تغمر قلوبهم ولا مجال للمراوغة معهم احنا الصح هاهاهاهاهاها

  • عبد القادر كرميش من جيش التّحرير

    بسم الله الرحمن الرحيم
    كلّ من صناعتهم فلا تغترّوا بالإعلام الفاسد العالمي والذي بات كفراً في تلفيقه ،مسألة القاعدة ولن لادن هم الذين أسّسوها في الحرب الباردة لضرب الروس ثم الإسلام من بعدالشّوعية وهذا ماحدث من آفغانستان إلى الجزائر والتي هي اكبر دعامة للوحدةالعربية وأكبر تمثيل للإسلا م الغير الممنهج سياسويا ورائدة لأكبر ثورة جهاديةحقيقيةعرفها العالم في العصر الحديث قصة بلادن آنتخابية مكذوبة ببشاعة لا أساس لها أمّا مابعد بن لادن فهو التّشويش والإنتفاضات والثّورات الهدامة مادام الأمر من محبوكاتهم

  • بشير

    وهل صدقت انه قتل او دفن انه عميل استخبارات انتهت مهمته وحان وقت تقاعده ليقضيه في احدى الجزر البعيدة المملوءة باللهو والترف