الجزائر
جدل حول التأشيرة وقوجيل يهاجم أبو ظبي

ما الذي يحدث بين الجزائر والإمارات؟

محمد مسلم
  • 34985
  • 20
ح.م

كذبت الجزائر التسريبات التي تحدثت عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، بحظر دخول الرعايا الجزائريين إلى أراضيها، ضمن قائمة شملت أيضا 12 دولة أخرى، ووصفت هذه التسريبات بـ”الزائفة والبعيدة عن الحقيقة”.

وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية أن “ما تروج له بعض وسائل الإعلام الأجنبية ومواقع التواصل الاجتماعي، لأخبار تزعم فيها إدراج اسم الجزائر في وثيقة صادرة عن هيئة رسمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، تحظر على المواطنين الجزائريين الحصول على تأشيرة الدخول إلى الأراضي الإماراتية إلى جانب دول أخرى، هي أخبار زائفة ولا تمت للحقيقة بصلة”.

وأوضحت الخارجية أن “السلطات العليا الإماراتية أكدت نفيها جملة وتفصيلا لوجود قرار يشمل المواطنين الجزائريين بإجراء المنع من الدخول إلى أراضيها”. ولفت البيان إلى أن السلطات الإماراتية أكدت أيضا “أن الوثيقة المروجة التي أدرج فيها اسم الجزائر مزورة وتقف وراءها جهات مشبوهة”.

وفق الأعراف الدبلوماسية، حتى يكون قرار منع دخول الجزائريين للإمارات باتا، يتعين تبليغ هذا القرار إلى الطرف الجزائري، مشفوعا بمبررات، وإلا اعتبر الطرف المبادر بالخطوة متمردا على الأعراف.

ولم يصدر أي بيان رسمي عن حكومة أبو ظبي يؤكد صحة هذا التسريب، الذي أوردته وكالة رويترز للأنباء، استنادا إلى وثيقة صادرة عن مجمع الأعمال المملوك لدولة الإمارات، وُزعت على الشركات العاملة بالمجمع، على أساس دخول الإجراء حيز التنفيذ في الـ 18 من الشهر الجاري.

وضمت القائمة التي نفتها الخارجية الجزائرية، 13 دولة من بينها الجزائر، علاوة على كل من أفغانستان وليبيا واليمن وإيران وسوريا والصومال وكينيا والعراق ولبنان وباكستان وتونس وتركيا، وهي دول ليس بينها وبين دولة الإمارات ود ظاهر.

وفي أول تعليق من مسؤول سام في الدولة، هاجم رئيس مجلس الأمة بالنيابة، صالح قوجيل، ما أقدمت عليه الإمارات في الصحراء الغربية، بفتحها قنصلية في مدينة العيون المحتلة، وتساءل قوجيل الذي يعد الرجل الثاني في الدولة، عن الجدوى من ذلك، في إشارة إلى أن مبررات إقامة هذه القنصلية غير متوفرة، لعدم وجود رعايا إماراتيين في الصحراء الغربية.

كما تساءل قوجيل في جلسة خصصت للمصادقة على قانونيْ المالية وتجريم اختطاف الأطفال، عن علاقة الخطوة الإماراتية بالتطبيع الذي بادرت به أبو ظبي، قبل أن تلحقها دول أخرى مثل مملكة البحرين والسودان، وهو الموقف الذي انتقده الرئيس عبد المجيد تبّون بشدة في وقت سابق، عندما قال إن “الجزائر ترفض التطبيع ولا تبارك الهرولة إليه”.

وقدر رئيس الغرفة العليا للبرلمان بأن “المقصود من الهرولة للاعتراف بالكيان الصهيوني؟ ليس المقصود منها الشعب الفلسطيني فقط وإن كان هو الأساس في الحقيقة، لكن المقصود، هي المواقف العربية الحقيقية الثورية”.

وقبل أيام وفي خضم الصراع الصامت بين الجزائر والإمارات، خرج وزير التجارة كمال رزيق في تصريح قال فيه إن المستثمرين الإماراتيين مرحب بهم في الجزائر، وهو التصريح الذي زاد من الشكوك بوجود شيء ما، خلف الغرف المغلقة بين البلدين.

وتعيش العلاقات الجزائرية الإماراتية خلال الأشهر القليلة الأخيرة حالة من عدم الثقة، جسدها إقدام أبو ظبي على إقامة قنصلية لها في مدينة العيون المحتلة، قبل أن ينقل أحد المواقع المقرب من المخابرات المغربية، تسريبات عن غضب إماراتي من الجزائر، بسبب إفشالها لبعض مخططاتها في المنطقة وعلى رأسها ليبيا.

لكن مطلعين على خبايا العلاقات بين الجزائر وأبو ظبي، رجحوا تضرر المجهودات التي تقوم بها الإمارات من أجل جر المزيد من الدول العربية لركوب القطار نحو تل أبيب، بسبب الموقف الجزائري المتشدد من التطبيع.

ومعلوم أن “موانئ دبي العالمية” تسيّر ميناء العاصمة وجنجن بجيجل، كما يساهم الإماراتيون في مصنع مرسيدس بنتز، بالإضافة إلى مستثمرات صغيرة في مجال التبغ..

مقالات ذات صلة