-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ما بعد.. الحذاء؟!

الشروق أونلاين
  • 3245
  • 0
ما بعد.. الحذاء؟!

لكل معركة تداعياتها ولكل انتصار نشوته ولكل هزيمة خيباتها.. فماذا بعد حادثة الحذاء الطائر الذي كاد يرتطم في وجه الرئيس الأمريكي بوش وارتطم في وجوهنا جميعا؟

  •  أكيد أن الولايات المتحدة مازالت جاثمة على أنفاس العراق وأكيد أن مخططاتها الاستعمارية لن تتغير بعد أن تمكنت من طمس تاريخ أقدم حضارة وبعثرة جغرافيتها وإدخال بلد الرافدين في فتنة طائفية وعرقية عجز التتار عن الإتيان بمثيل لها .. حركة الأحذية المهرولة في سعي وطواف حول البيت الأبيض تضاعفت منذ أن زار حذاء منتظر الزيدي وجه بوش والاعتذارات مازالت تتهاطل كأمطار الشتاء رغم أن الأمريكان نسوا الحادثة وهم الذين يشكرون بن لادن ورفقائه لتمكينهم من غزو أفغانستان، ثم العراق وقد يشكرون أيضا الزيدي لتمكينهم من البقاء زمنا طويلا في بلاد الرافدين.
  • ماذا يساوي حذاء طائر أمام أزيد من مليون قتيل من أبناء العراق؟ ماذا يساوي حذاء حتى لو لطم وجه رئيس أمريكا أمام دفن تاريخ بلد عريق كان قبل أن تكون الولايات المتحدة؟ ماذا يساوي هذا الاجتهاد من مواطن عربي أراد أن يقول عندما سكت الجميع؟ ماذا يساوي لو انتهى المشهد بمحاكمته وسجنه؟!
  • هم قتلوا محمد الدرة ولا أحد تحرك.. هم رسموا المآسي في العامرية وقانة ولا أحد تحرك.. هم استعمروا أفغانستان والعراق ولا أحد تحرك.. هم أبادوا أبناء جنوب لبنان وغزة ولا أحد تحرك.. فكيف يتحركون لحادثة حذاء راح يبحث عن طلعة بوش!
  • قد يكون نزع مواطن عربي لنعليه هو آخر سيناريو من عملية التعري التي باشرها العرب منذ نصف قرن أمام أعدائهم، والذين ينتظرون أن يصنع الحذاء الطائر همّه أمة نائمة يعلمون بالتأكيد أن الأحذية التي وطئت قفا الزعماء والشعوب العربية منذ نصف قرن لم تغير من الوضع.. ونخشى أن يتحول حذاء الزيدي مثل حذاء أبي القاسم الطنبوري في العهد العباسي مجرد حكاية ضمن.. قصص العرب!!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!