-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ما بعد 2040!

ما بعد 2040!
ح.م

عندما يقول المدير العام لشركة سوناطراك السيد مسعود حكار، بأن احتياطات الجزائر من النفط تكفي إلى غاية سنة 2040، ولا يزيد أي سنةٍ أو شهرٍ أو يوم، عن موعد هو أقرب إلينا من لمح البصر، فمعنى ذلك أن ناقوس الخطر قد قُرع وبشدّة، ومن المفترض أن يسمع هذا الكلامَ من به صمم، وكل ما يقال بعد هذا الموعد “الأسود” عن الذهب “الأسود”، من عمليات استكشاف جديدة محتملة في البر وفي البحر، وعن طاقات متجددة تختزنها أرض الجزائر وسماؤُها، هو ضربٌ في الرمل، إن لم يتغير الجزائري بالكامل، ويتحول من مستهلِك إلى منتج ومن متوكل على الآخرين إلى متوكل عليه، ومن منتظر لحاويات تشق البحار، إلى ناقل لهذه الحاويات إلى بلاد أخرى.

الجزائري أريد له منذ قرابة ستة عقود أن يقترن ببرميل النفط وبسعره، فترتبط سعادته وتحلق عاليا بأرقام النفط المرتفعة، وتنزل إلى الحضيض كلما انخفض هذا السعر، ولا ندري كيف ستكون حاله عندما يصحو وقد خرجت الجزائر من منظمة أوبك، ولم تعُد تصدِّر قطرة بترول واحدة؟

لا يوجد في العالم من ترتبط مشاريعُه الضخمة والحاسمة بأسعار النفط مثل حالنا، فتتوقف المشاريع وتُشلّ عندما تهب عاصفة على أسعار النفط كما حدث في سنة 2014، ومع جائحة كورونا، وتعود “البسمات” الاقتصادية عندما يتعافى هذا السوق الذي هو سوقنا الوحيد.

من زمن الرئيس الراحل هواري بومدين عندما صار للنفط قيمةٌ مالية وسياسية بعد حرب 1973 بين العرب وإسرائيل، ونحن نسمع نفس الأسطوانة التي تتحدث عن ضرورة عدم التعويل على النفط فقط لبناء اقتصادٍ قويّ، ومرّت عقودٌ لنكتشف بأن الجزائر جنت من هِبة الله عليها، آلاف ملايير الدولارات، ولكنها لم تؤسِّس لاقتصاد قوي، في مرحلة عبث، بعثرت الثروة أو دعونا نقولها صراحة، بذّرتها في كماليات وحتى تفاهات، لنصحو على موعد قريب جدا وهو سنة 2040 التي ستعني نهاية الذهب الأسود من الجزائر، حسب استشرافات شركة سوناطراك، التي تعدُّ البقرة الحلوب التي يتقاضى منها عمالُ الجزائر مرتباتهم ويشرب ويأكل ويلبس ويركب ويتفسَّح ويسبح في فضاءات التواصل الاجتماعي ويحلم ويختلس وينمو منها أكثر من أربعة وأربعين مليون نسمة، يعيشون في واحدة من أكبر بلاد العالم وأغناها في كل شيء، ومع ذلك ارتضت أن تختصر حياتها في قطرات النفط التي ستزول بعد عشرين سنة أو أقل.

لقد فاجأت جائحة كورونا الجزائريين كما فاجأت العالم، فكانت درسا بليغا، ومع ذلك فشل الكثيرون بسبب ضيق الوقت وقوة العاصفة الوبائية من إنقاذ زوارقهم من الغرق، لكن تاريخ 2040 مازال بعيدا ويكفي بأن تبني أي أمة نفسها، معتمدة على أبنائها وثرواتها المتنوعة حتى تجعل هذا التاريخ المخيف، لاحدث، تماما كما فعلت أندونيسيا مثلا، التي كانت فقيرة عندما كان بترولُها يباع في الأسواق العالمية، وصارت غنية عندما جفت آبارُها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • امين

    تملك الجزائر بديل سريع و سهل للبترولاستغلال الف كلم مربع من الصحراء يوفر لنا كهرباء عن طريق الطاقة الشمسية يمكن تصديرها او توليد الهيدروجين عن طريقها و هذه الكمية *وفق بحث لي و مشروع متكامل ارسلت للرئيس نسخة منه في فيفري 2020* توفر لنا ما مقدراره 46 مليار دولار

  • رابح اليسري

    انا كشخص ان كنت ما ازال من الاحياء ساكون سعيد ايما سعادة لاني احب بلدي وامجده وابجله واعشقه...لان في 2040 (انشاء الله قبل )سيتحرر من الاتكالية ومن ضعاف النفوس والبروقراية ومن الخوروطوا الدين يتقنون تبدير اموال الامة ومقدراته وياتي زمن من يخلقون الثروة (ولهدا المر اهله وناسه) وعندها تستقيم الامور وننتهي من حياة الضنك المريرة هاته