منوعات
الفرنسي مراد بيال يتحدث عن الثورة وطفولته في الجزائر

ما فعلته “شارلي إيبدو” ليس حرية تعبير.. وماكرون ارتكب أخطاء جسيمة

أرشيف

يتحدث الكاتب الفرنسي من أم جزائرية الدكتور مراد بيال في هذا الحوار الذي خصّ به الشروق عن مولده ونشأته بالجزائر كما تحدث عن وقوف والده ومساهمته في الثورة التحريرية. وعبر الكاتب في ذات الحوار عن موقفه من تصريحات ماكرون ضدّ الإسلام. وكذا عن المشهد الأدبي الجزائري والعربي عموما.

من هو السيد بيال ..؟

إسمي بيال مراد ولدت سنة 1964 بمدينة غليزان لأب فرنسي أسلم صغيرا وشارك في ثورة الجزائر لأنه شاهد بعينه مقدار الظلم الذي تعرّض له هذا الشعب الأبي ولأمّ جزائرية من مدينة شرشال بالضبط قرية صغيرة اسمها الناظور. سنواتي الأولى قضيتها ببلدية عمّي موسى بحكم عمل والدي آن ذاك ثم منها انتقلنا إلى بلدية الحمادنة حتّى سنة 1998غادرت الجزائر متوجها إلى فرنسا التي أتواجد بها إلى يومنا هذا …أحمل شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة العربية للثقافة والفنون.

أنت من أصول فرنسية إذن كيف اعتنقت الإسلام ومالذي شدّك إلى هذا الدّين؟

كما أشرت سابقا وكما هو واضح في ردي أنا لم أعتنق الإسلام بل ولدت لعائلة مسلمة والحمد لله.

وماذا عن اقتحامك عالم الكتابة والأدب؟

وأنا صغير كنت مبهورا بقصص الثورة ومبهورا أكثر بتاريخ والدي في جهاده ضدّ المستعمر الغاشم من أجل تحرير الجزائر..كنت أتخيّل قصصا وروايات عن الثورة وأقرأ كلّ ما يقع في يدي من كتب تروي قصص الجهاد وشيئا فشيئا وجدت نفسي أتوسع في القراءة…كتبت أوّل رواية وأنا في سنّ الثالثة عشرة. عنوانها “الضحية والجلاّد” تروي قصة كفاح شعب ضد المحتل وكانت هذه بدايتي في عالم الأدب وبعدها كتبت ما اعتبرته مجرّد خربشات شعرية.

كيف ترى المشهد الأدبي العربي عموما والجزائري خصوصا؟

أنا أرى عكس الكثيرين أنّ المشهد الأدبي العربي عموما والجزائري خصوصا واعدا ويبشّر بالخير وأرى أنّه ستكون هناك قفزة عالمية وليست محليّة فقط، والدليل على ذلك أنّ هناك كتاّبا عربا نالوا جوائز عالمية كانت في ما مضى حكرا على أدباء الغرب، وأتمنى فقط أن يهتم الأدباء الجزائريون خاصّة والعرب عامة بترجمة أعمالهم للغات أجنبية.

سبق أن تحدّث الكثيرون أن الشعر انتهى زمانه وكنت ضد هذه الفكرة وصرحت بذلك لإحدى الصحف العربية وكنت محقاّ ..حيث أنه وبعد شهرين فقط نالت جائزة نوبل للآداب شاعرة …الأدب بصفة عامة هو روح البشرية وضميرها ويستحيل أن يموت.

هل هناك من الكتاب الجزائريين من تأثرت بهم وقرأت لهم ؟

أكيد، من منا لم يقرأ لشاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا والشاعر الكبير الذي أرى أنّ الكثيرين تجاهلوه وهو محمد العيد آل خليفة ..من منّا لم يقرأ لكاتب ياسين أو مولود معمري.. نعم تأثرت بهم ولكن هذا لا يعني أن أتبنى كل أفكارهم.

هل يمكنك أن تحدثنا عن مؤلفاتك؟

هناك ديوان “ظل الغزال” طبعته دار ديوان العرب للنشر والتوزيع وهي دار مصرية مشهورة جدا حيث أنّ الطبعة الأولى حققت مبيعات قياسية وقتها ونفدت كلها بشهادة الدار، ما جعل الدار تقوم بطبع نسخة ثانية مستعجلة على نفقتها بسبب الطلبات الكثيرة عليها وهي من بين أنجح أعمالي الأدبية.

هناك ديوان آخر تحت عنوان “اعترافاتي الأخيرة” الصادر مؤخرا عن دار المثقّف وديوان تحت الطبع عنوانه “أسرار العشق معي” موجود عند دار ديوان العرب المصرية التي بالمناسبة أنا مدير مكتبها بأوروبا. وفي نفس الوقت مدير مكتب دار المثقف بفرنسا أيضا. ولي رواية ستصدر نهاية العام اسمها “رعب في قطار لندن” باللغات الثلاث: عربية وفرنسية وإنجليزية، عن دار Universal édition بالنمسا وكتاب أشبه بسيرة ذاتية للعائلة أي عائلة بيال اسمها “سيرة عائلة بيال الهجرة والثورة وانتفاضة شاعر” باللغتين العربية والفرنسية تروي قصة هجرة جدي الأكبر للجزائر ومولد أبي وإسلامه وحكاية انضمامه للثورة الجزائرية.

ما تعليقك حول تصريحات الرئيس الفرنسي الأخيرة حول الرسول…وهل هناك عداء ضدّ الإسلام من الوسط الشعبي الفرنسي؟

الرئيس الفرنسي ارتكب خطأ جسيما جدّا وخطيرا دفع ثمنه أبرياء. كان سيكون مفهوما لو أنّ الرئيس الفرنسي قال إنّ بعض المسلمين يعيشون أزمة كان يمكن لتصريحه أن يمرّ لكن عندما قال إنّ الإسلام كلّه يمرّ بأزمة هنا كان الخطأ الجسيم الذي وقع فيه وكانت نتائجه كارثية بكلّ المقاييس. اليوم وأنا أجري معك هذا الحوار تراجع الرئيس الفرنسي عن ما صدر منه في حواره لقناة الجزيرة، كان من الأجدر أن لا يقع فيه من البداية…تصريحه تسبب في خسائر اقتصادية لفرنسا كانت في غنى عنها بسبب المقاطعة. وإن كانت الخسائر يمكن أن تعوض بطريقة أو بأخرى لكن من يعوّض الضحايا…؟

أنا لا أرى ولا أقتنع أنّ ما فعلته شارل إيبدو هو حرية تعبير إطلاقا…لحرية التعبير حدود أوّل هذه الحدود عدم الازدراء بالأديان كلّها.

مقالات ذات صلة