رياضة
أنصار الوفاق "والسياسي" ينتظرون المشروع منذ سنوات

ما قصة ملعبي قسنطينة وسطيف اللذين أجهضا في مهديهما؟

الشروق الرياضي
  • 2771
  • 2
ح.م

عندما فاز فريق وفاق سطيف بأول ألقابه العربية في بطولة الأندية التي كانت تشرف عليها قنوات إي.آر.تي، سنة 2007، وأحدثت حينها فرحة عارمة في عديد المدن بقيادة حاج عيسى وفريد طويل وغيرهما، خرج الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة بتصريح سمعه كل الناس، عندما اعتبر عدم امتلاك الوفاق الكبير لملعب كبير، إهانة للجزائر وقال أمام الملأ، بأن هدية الفوز التي سيقدمها للفريق هي إنجاز ملعب أولمبي بمواصفات عالمية.

وتمر الآن 13 سنة من تصريح الرئيس السابق ولا شيء تحقق، بل إن المشروع قبر نهائيا، وعندما زار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قسنطينة عبر مطارها، هاله منظر “الفيراي” الكبير في المدينة في منطقة قطار العيش الذي كان يعطي منظرا بشعا قرب مطار المدينة، من خلال بقايا الأجهزة والآلات والسيارات من حديد وقصدير، فأمر بتوقيف ما أسماه بالمهزلة والفضيحة ووعد بتحويل هذا المكان البشع إلى مركب رياضي ضخم.

ومع مرور السنوات كان الوزراء وأيضا الولاة يرمون ورود الوعود فقط، فتحدث والي سطيف آنذاك نور الدين بدوي، عن مكتب دراسات إسباني باشر عمله، وتحدث أيضا في سنة 2015 حسين واضح والي قسنطينة عن مباشرة مكتب دراسات برتغالي تصميم تحفة قسنطينة التي وعد أيضا إلي قسنطينة السابق عبد المالك بوضياف، بأن يكون ملعب العش، صورة طبق الأصل لملعب بكين الضخم.

والآن بعد هذه السنوات الطوال العجاف، لم تبق هذه المشاريع حتى على الورق، بل إنها تبخرت من الأذهان أيضا، ضمن نكتة جعلت ملاعب شرق البلاد غير مؤهلة حتى لاستقبال المباريات القارية للأندية، فما بالك الخاصة بالمنتخبات.

في 2007 لم يكن على لسان مسؤولي سطيف سوى حديث الملعب الكبير الذي يتسع لـ50 ألف مقعد فكانت التصميمات والمجسمات تتنافس، ثم هلّ قرار فوقي يقضي بإعادة النظر في روح المشروع من خلال تخفيض طاقة استيعاب هذا الملعب إلى 40 ألف مقعد فقط، والتخلي عن انجاز الملاحق من ملاعب تدريب ومرافق خدماتية من بينها الفندق، وتم تخصيص غلاف مالي قدره 1600 مليار سنتيم، كما تم إسناد المشروع إلى مؤسسة كوسيدار، التي تنقل وفد منها إلى اسبانيا للتفاوض مع مكتب دراسات إسباني، تحت إشراف خاص من الوزير الأول في ذلك الوقت عبد المالك سلال.

والمحزن في الحكاية أن مشروعا كان جاهزا للتنفيذ لأجل توسعة ملعب 8 ماي وتغطيته بالعشب الطبيعي، ولكنه توقف بعد أن تبيّن بأن الملعب الحلم على أرض الأوهام فقط، ليتضح بعد ذلك بأن المشروع هو مجرد نكتة شارك فيها كل المسؤولين من رئيس إلى وزير أول إلى وزير للشباب والرياضة إلى السلطات المحلية، وكان الخاسر الأكبر هو وفاق سطيف الذي صارت مشاركاته الدولية تجلب له العار بملعب عتيق لا يليق ببلد كرة ومدينة كرة.

وفي قسنطينة لم تختلف القصة عن مهزلة سطيف، فقد قال بعظمة لسانه وزير الداخلية الأسبق السيد زرهوني، بأن الغلاف المالي جاهز للملعب وسيكون تحفة نادرة، وراح والي قسنطينة الأسبق السيد عبد المالك بوضياف يقدم ما يشبه المحاضرات عن المشروع الضخم الذي يشبه المركب الأولمبي العملاق “العش” الذي شيدته الصين في عاصمتها بيكين عندما نظمت أولمبياد 2008، ثم أكمل المهزلة السيد حسين واضح والي قسنطينة السابق، وأضاف واضح في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية عندما قال بأن المؤسسة البرتغالية الجزائرية المكلفة بإنجاز هذا المشروع الضخم الذي استفادت منه ولاية قسنطينة، قد بدأت تعمل في الميدان وذلك من خلال إقامة الورشة.

وراح يعدّد فوائد هذه المنشأة في ترقية النشاط الرياضي بعاصمة شرق البلاد وأقسم بأن جميع الصعوبات المتصلة بهذا المشروع، خاصة ما تعلق منها بإعادة التقييم المالي قد تمت معالجتها وتجاوزها، وبشر السكان والشباب بتسليمه في ظرف ثلاث سنوات أي تزامنا مع مونديال 2018 الذي احتضنته روسيا.

وكان سينجز بـ 50 ألف مقعد في قلب مركب رياضي كبير يضم عديد المنشآت الأخرى المرافقة وأخرى، خاصة بالتدريبات والمنافسة والترفيه، حسب ما تمت الإشارة إليه من طرف المسؤولين المعنيين، الذين أوضحوا بأن الأولوية منحت لبناء الملعب في انتظار الشروع في مرحلة ثانية في إنجاز باقي التجهيزات الأخرى، ضمن أكبر كذبة صعقت الشباب في الجزائر في زمن الفساد.

مقالات ذات صلة