رياضة

“مبابي” الجزائري!

قادة بن عمار
  • 1986
  • 7
ح.م

تحوّل اللاعب الشاب “كيليان مبابي” إلى بطل قومي في فرنسا بعدما ساهم بشكل كبير في تأهيل منتخب بلاده إلى الدور ربع النهائي من مونديال روسيا، وعلى حساب من؟ على حساب الأرجنتين ونجمها الأول ليونيل ميسي، وما أدراك ما ميسي!
ولأننا بارعون كعرب وكجزائريين في البحث والتنقيب والتفتيش عن أيّ رابط يصل أيّ لاعب “من أصول إفريقية” بنا، فقد عثرنا على هذا الرابط بسهولة لدى “مبابي”، ذلك أنه من أب كاميروني وأمّ جزائرية، كانت لاعبة سابقة في منتخب كرة اليد وتدعى “فايزة”!
وعليه، يجوز “شرعا وقانونا وأخلاقا” ومن باب “الوطنية وصلة الرحم والدم” تأييد “مبابي” ومناصرته في المونديال، وإن كان يدافع عن العلم الفرنسي، حيث نجد أن كثيرا من الجزائريين، لا يحبون فرنسا ولا يريدون فوزها بل ويتمنون هزيمتها في المونديال، لكن في الوقت ذاته، وفي مفارقة شديدة الغرابة، نجدهم يحبون طريقة لعبها، ويرغبون في زيارتها بل ويحلمون بالإقامة فيها للأبد، مثلما يفعل 7 ملايين جزائري الآن ومنذ عقود!
لذلك فمن الصدفة حقا أن يتزامن المونديال هذه السنة بالكلام الكثير عن المهاجرين الأفارقة وكيف يدافع عنهم الرئيس الفرنسي ماكرون وحليفته المستشارة الألمانية ميركل بشراسة، في الوقت الذي يتشكل فيه حلف أوروبي قويّ، يتحكم فيه اليمين المتطرف ويدعو إلى طرد هؤلاء المهاجرين بل ويمنع حتى استقبال سفن الإنقاذ الخيرية التي تحملهم في موانئ عدة دول أبرزها ايطاليا (الغائبة عن المونديال) ومالطا وإسبانيا!
وبالعودة إلى “مبابي”، فيكفي أن نصفه “جزائري” وبالتالي فهو يستحق التشجيع لكن بعيدا عن هذه الصلة، فاللاعب يحقق مستوى رائعا وأداء خرافيا في المونديال، فهو بسن الـ19 تمكن من التفوق على لاعبي الأرجنتين الذين لعب 8 منهم فوق سن الثلاثين كما أنه من حق فرنسا أن تفتخر بتقديم أصغر لاعب في المونديال، لاعب يحقق كل هذه الإنجازات في الوقت الذي يفتخر فيه العرب بدخول التاريخ من بوابة اللاعب الأكبر سنّا…وهنا الفرق، بين أمّة تتنفس عمرا جديدا، وأمّة أخرى شاخت وتكاد أن تموت!

مقالات ذات صلة