رياضة
تحمل طابعا سياسيا وتاريخيا وثقافيا

مباراة الخضر أمام فرنسا لُعبت قبل موعدها

الشروق الرياضي
  • 5280
  • 7
ح.م

عودة الحديث وبقوة عن مباراة عودة، لمباراة ذهاب عمرها قرابة عشرين سنة، ما بين الخضر وفرنسا، أثارت جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي في كل بلاد العالم، وخاصة في الجزائر وفرنسا، وقد لعبت بالرغم من عدم إجرائها بأساليب متباينة، بين من حاول أن يضعها في حجمها الحقيقي وهي مباراة كبيرة للمنتخب الجزائري أمام بطل العالم، وستكون مفيدة جدا لمنتخب جزائري يريد العودة إلى الساحة العالمية بعد غيابه عن مونديال روسيا الأخير، وبين من جرّها إلى أبعاد أخرى ثقافية وسياسية وخاصة اجتماعية بدليل ترحيب اللاعبين مزدوجي الجنسية بالمقابلة، وواضح بأنهم سيلعبونها بكل ما يمتلكون من قوة، كما كان الشأن في ملعب باريس عندما واجه أشبال رابح ماجر بقيادة اللاعب جمال بلماضي رفقاء زين الدين زيدان، وبذلوا جهدا خرافيا بالرغم من هزيمتهم برباعية كاملة مقابل هدف سجله جمال بلماضي من مخالفة مباشرة في مرمى بارتيز.

المدرب جمال بلماضي كان من أكبر المرحبين بالفكرة، وسيحقق جمال بلماضي حلما آخر من أحلامه لو واجه بطل العالم، وخاصة لو حقق أمامه نتيجة كبيرة، لأن جمال بلماضي الذي صار بطلا قوميا في الجزائر ولدى الجالية الجزائرية في فرنسا يدرك بأن الفوز على منتخب فرنسا بطلة العالم في لقاء ودي سيدخله التاريخ.

رئيس الاتحاد الفرنسي قدم خلال حديثه عن المباراة التي لم تُلعب وقد لا تُلعب إطلاقا، كلاما متناقضا وغامضا، فقد قال بأن الجزائر هي البلاد التي عجز عن اللعب معها، ولا أحد فهم ما يقصد الرجل، وإن كان بصدد إهانة الجزائر، كما أن جمال بلماضي قال بأنه متأكد بأن الجزائريين سيحترمون المنتخب الفرنسي ويرحبون به ولا أحد فهم أيضا ما يقصد صانع تتويج “ّالكان” في القاهرة، وإن كان بصدد الدفاع عن الجزائر من إهانة طالتها، وتم إقحام اسم الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون في حكاية مباراة كروية ودية، كدليل على تسييسها وجعلها حدث خارج الكرة، ولأول مرة يتدخل وزير الرياضة السيد برناوي ويعطي توقيتا محددا عن موعد تدشين ملاعب الكرة الأربعة التي ينتظرها الجزائريون، وكان وهو يتحدث وكأنه يشير إلى التوقيت الذي يمكن أن يستقبل فيه الخضر المنافس الفرنسي، بداية من مارس 2020 عندما يتم تدشين ملعبي تيزي وزو ووهران خاصة أن المدرب جمال بلماضي تحدث عن إمكانية استقبال الفرنسيين في وهران، كما تحدث الوزير برناوي عن شهر جويلية كتاريخ لتسليم ملعب براقي بالعاصمة، وأكمل المعادلة بملعب دويرة الذي لن يرى النور قبل 2021، ولم يتحدث عن مصير ملعب الخامس من جويلية الذي قيل سابقا بأنه سيتوسع إلى ثمانين ألف مقعد، وطبعا أغلق ملف ملاعب سطيف وقسنطينة وتلمسان وغيرها من الملاعب التي صارت أشبه بالخيال.

في مونديال إسبانيا 1982 كان الخضر على بعد خطوة من مواجهة فرنسا في الدور الثاني، حيث تأهلت فرنسا كثاني مجموعتها التي سيطر عليها منتخب إنجلترا، واحتلت الجزائر في مجموعتها المركز الأول في النقاط رفقة النمسا وألمانيا الغربية، ولكنها خرجت بفارق الأهداف، ولو احتلت المركز الثاني لتواجدت في الدور الثاني في مجموعة ضمت إيرلندا الجنوبية وفرنسا، وتنافست معهما على التأهل للدور النصف النهائي، ولكن مسرحية النمسا مع ألمانيا بخرت لقاء الجزائر المونديالي مع فرنسا، وفي مونديال المكسيك 1986، تألقت فرنسا ولكن الجزائر خرجت بخفي حنين من الدور الأول، وخاب المنتخبان سويا في مونديال جنوب إفريقيا 2010 وخرجا في أسوأ حال من الدور الأول، وكانا أيضا في مونديال البرازيل 2014 على بعد دقائق من الالتقاء في الدور الربع النهائي، عندما فازت فرنسا أمام نيجيريا في الثمن النهائي، وانتظرت منافسها من مباراة الخضر أما ألمانيا، ولكن الأمل لم يتحقق فخسرت الجزائر ولم يلتقيا في المونديال وتم تأجيل المواجهة إلى مونديال آخر يبدو أنه مازال بعيد المنال.

المنتخبان التقيا في مباراة كانت مصيرية للجزائر بالرغم من أن فرنسا لعبت بمنتخب أولمبي بلاعبين غير معروفين، في نهائي ألعاب البحر المتوسط 1975 بملعب الخامس من جويلية وعاشها الجزائريون على أعصابهم وفازوا بعد الوقت الإضافي بثلاثية مقابل هدفين وهو أول فوز كروي كبير في تاريخ الجزائر، ولما تكررت الفرصة في باريس، أفسد عرسها حماس المغتربين الذين سيطروا على المشهد في المدرجات بأعدادهم الغفيرة جدا، وعندما لاحظوا استحالة أن يفوز الخضر على أبطال العالم، وهم رفقاء زيدان اقتحموا الملعب في الحادثة الشهيرة، وتوقفت المباراة، على أمل ان تكون المباراة المثيرة حاليا للجدل نموذجا حسنا بين منتخبي البلدين.
ب. ع

مقالات ذات صلة