متى يجهز الطفل للصيام؟

يلجأ بعض الأولياء إلى إجبار أبنائهم على الصيام في سن مبكرة جدا، أي في حدود 4 إلى 8 سنوات، وقد يحتم الطفل على نفسه الالتزام بهذا الفرض، اقتداء بالكبار أو بأقرانه. ويعتبر هذا الأمر خاطئا، وقد يكون خطيرا أيضا، إذ إن هناك العديد من العوامل والمؤهلات التي يجب الاحتكام إليها من قبل الأولياء، للسماح لصغار السن بالصيام في أمان دون تعريضهم لمشاكل صحية.

متى وكيف تبدأ جاهزيته؟

يتفق العالم اليوم على أن سن الطفولة تتراوح منذ الولادة إلى غاية 18 سنة، وفي الإسلام، فإن الإنسان لا يصير طفلا أمام بعض العبادات، عندما تبدأ رحلة تكليفه أي بالبلوغ، لذلك، فإن سعي الأولياء لتحبيب أبنائهم في الصيام قبل هذه السن، هو مجهود مشكور ومأجور، ولا يجدر بهم إجبارهم، وإنما اتباع بعض الطرق البسيطة والمحببة، مثل صيام نصف يوم، أو أكثر ساعات اليوم والإفطار عند الجوع أو اشتداده.. حيث يذهب بعض العلماء والمفتين إلى أن الأمر يعتمد على حالة الطفل الجسدية والصحية وعمره، مثلا، في وجود طفل سوي، لا يعاني أي مرض أو اضطراب في النمو، فإن العمر المناسب للبدء في التدرج في الصيام هو خمس إلى ست سنوات، على أن يبدأ الطفل بالامتناع عن الطعام والشراب مدة أربع ساعات يوميا، وأن يزيد ذلك تدريجيا وصولا إلى ست ساعات، ومن ثم ثماني ساعات، حتى صيام اليوم كاملا، بحسب سهولة الأمر وصعوبته بالنسبة إلى الطفل، وكذلك بحسب تقدير الأولياء.

الراحة وحالة جسم الطفل

من العوامل التي تتدخل في جاهزية الطفل للصيام، هي وضعية الراحة التي يكون فيها، مثلا، التزامه بالاستيقاظ باكرا للمدرسة، ليس ككونه في عطلة، راحة، حيث يختلف صرف الطاقة لديه، وبالتالي، مدى محافظته وقدرته على استمرار الصيام ليوم كامل. لهذا، عادة ما ينصح الخبراء والأطباء بالحرص على راحة الطفل عند صيامه، وعدم شغل وقته، كما يفعل الكثير من الأولياء بالتسوق وجلب المشتريات، أو تضييع الوقت في اللعب خارجا، وإنما يفضل استثمار يوم الصيام في نشاطات قليلة الجهد كثيرة الأجر، كتلاوة القرآن بالجلوس في مكان مريح..

الوضعية الصحية، تعود الطفل على الصيام منذ سنواته الأولى أمر ممتاز، محمود شرعا، ونافع صحيا.. شرط أن يكون هذا الطفل يتمتع بكامل قواه الجسدية والذهنية، وألا يعاني من أي مرض مهما كان نوعه.