الرأي

مثّل من سنغافورة

ح.م

عرفت مؤخرا إطارا جزائريا ذا مقام معلوم، وذا منصب رفيع.. قضى جزءا من شبابه مجاهدا في سبيل وطنه الجزائر الذي اغتصبه الفرنسيون في غفلة من أهله.. ثم كذبوا على أنفسهم، وعلى العالم أن هذا الوطن “الجزائر: صار فرنسيا، “رغم السّمات والسّخات وجولان الضاد في اللهوات”.. ولكن الله ثم المجاهدين كذبوا زعم فرنسا.

بعد أن حقق الله – عز وجل- وعده، فنصر عبده، وأعزّ جنده، وهزم فرنسا – وكل الطغاة والبغاة- وحده، رأى صاحبنا أن ينضم إلى هيئة الأمم المتحدة، فأمكنه الله، وكفاءته من تحقيق ما تمنى.

لقد تعرف صاحبنا في عمله في هيئة الأمم المتحدة على كثير من الناس من مختلف الألوان، والبلدان، والأعراق، والأديان.. وقد قصّ علينا كثيرا من أخبار من عرف وما عرف مشاهدة وسماعا.. ولو سجّل ما وقع له، وما كان شهيدا عليه، وما سمعه من أوثق المصادر، لو سجّل ذلك في كتاب ونشره لحقق ذلك الكتاب أعلى المبيعات لما يتضمنه من عجائب وغراب عن “شخصيات” يعجب الناس مظهرها، فيحسبونها على شيء، وهي (تلك الشخصيات) من أرذل المخلوقات لما في أخلاقها من انحلال، ولما في سلوكها من تسفل.. والإنسان خلق كريم، وسلوك قويم، وليس جسما جسيما أو وجها وسيما أو لباسا جميلا فقط..

هذا الإطار الجزائري له صديق من سنغافورة، ذو وجاهة في قومه، ومكانة في وطنه، فدعا صديقه الجزائري هذا ليقضي عنده أياما في سنغافورة.

شكرا هذا الإطار الجزائري صديقه السنغافوري، ووعده بتلبية الدعوة بمجرد أن ينتهي من بعض مشاغله.

وقد سأل هذا الإطار الجزائري صديقه السنغافوري إن كانت له رغبة في شيء معيّن ليحضره له عند زيارته.. فرد ذلك السنغافوري، أريد أن “تكرمني” بإحضار بعض “اللّبان” (Chewing-gum)، لأنه عندهم في سنغافورة “أندر من الكبريت الأحمر”، ويمنع بيعه لما يسببه من تشويه الأماكن.. ويا ويل من صوّرته الكاميرات وهو يرمي ذلك “اللبان” بعد أن يسأم من مضغه، خاصة أن كاميرات سنغافورة أكثر فاعلية من “فلي توكس” الذي توعد به أحد كبار مسئولينا وطوالهم من تحدّثه نفسه أن يتسرب إلى الجزائر.

للعلم، فإن سنغافورة لم تكن قبل سنوات معدودات شيئا مذكورا، ولكنها الآن بالعلم، والعمل الجاد، وصرامة تطبيق القانون صارت مثالا يقتدى به.. أما نحن فقد صرنا نذكر العالم بما نسيه من أمراض لأنها لم تعد موجودة إلا عندنا، لجهلنا، ووسخنا، وعلوّ بعضنا على القانون الذي سنّوه بأنفسهم. فمن هم المسلمون؟ هم أم نحن؟

مقالات ذات صلة