الجزائر
تنبأت بوفاتها في آخر منشوراتها وطلبت الصفح

مجرمون يزهقون روح محامية خنقا ويصيبون مرافقها بالبويرة

أحسن حراش
  • 12789
  • 16
ح.م

اهتزت، مساء الاثنين، مدينة عين بسام الواقعة غرب البويرة، على وقع جريمة، راحت ضحيتها محامية تبلغ من العمر 28 سنة تعرضت للقتل خنقا، حسب المعاينة الأولية إضافة إلى إصابة مرافقها بالسيارة بجروح خطيرة، حيث تعكف الجهات المختصة على تحقيقاتها لمعرفة ملابسات الجريمة، مع توقيف 3 مشتبه فيهم.

وتدخلت مصالح الحماية المدنية عصر نفس اليوم، حسب المكلف بالإعلام للمديرية الولائية الملازم يوسف عبدات، قصد تحويل جثة امرأة عثر عليها متوفية داخل سيارة، رفقة شخص آخر يعاني من صعوبة التنفس، وذلك على الطريق الوطني رقم 18، بين عين بسام وبير اغبالو، ليتم تحويل الجثة والشخص المصاب إلى مستشفى عين بسام، وتبين بأن الجثة لمحامية أدت اليمين القانونية مؤخرا، تدعى “ط. ياسمين” تقطن بنفس المدينة، كانت قد خرجت صباحا لعملها، فيما عثر داخل السيارة المركونة جنب الطريق العمومي، على شاب يدعى “ك. ع. ر” 28 سنة، تعرض بدوره لاعتداء بواسطة آلة حادة ومغمى عليه ويعاني صعوبة التنفس.

وبينت التحريات الأولى بأن القضية تتعلق بجريمة قتل، مدبرة سلفا، حسب بيان منظمة المحامين للبويرة، والتي أكدت بأن الجهات القضائية أصدرت أوامر بمتابعة الملف، والكشف عن ملابسات القضية التي راح ضحيتها محامية معروفة بحسن أخلاقها، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات التي باشرتها الجهات المختصة، مطالبة في ذات الوقت بتسليط أشد العقوبات على المتورطين فيها.

وأكد النائب العام على مستوى محكمة عين بسام غماري عبد الله، في تصريح له للإذاعة المحلية، عن مباشرة مصالحه رفقة الجهات الأمنية تحقيقات معمقة، أسفرت في نفس الليلة عن توقيف 3 مشتبه فيهم وهم “ص. ص. ح” 29 سنة و”ع. م. ي” 23 سنة، و”ع. ع” 32 سنة، مع حجز بعض الأغراض التي قد تفيد بالوصول إلى معرفة خلفيات وملابسات الجريمة، مضيفا بأن الضحية المصاب قد حول إلى مستشفى بالعاصمة، في انتظار مثوله للشفاء وإفادة المحققين بما وقع لهما بالتحديد، فيما أخضعت جثة المحامية للطب الشرعي قصد معرفة طريقة الوفاة وإرشاد المحققين.

وعن خلفيات الجريمة وأسبابها فقد تعددت الروايات والإشاعات بين ارتباطها بمجال عملها باعتبارها محامية، وبأن أحد المشتبه فيهم مسبوق قضائيا ومفرج عنه مؤخرا في إطار إجراءات العفو الرئاسي، غير أنها تبقى مجرد روايات غير رسمية، في انتظار ما ستسفر عنه تحقيقات الجهات المختصة، والتي ستحدد دوافع وملابسات الجريمة التي هزت الرأي العام بالولاية وخارجها، خاصة أن ضحيتها محامية في مقتبل العمر، تم تصفيتها بدم بارد حسب نفس الروايات.

وكانت المحامية المتوفية قد نشرت عبر صفحتها الشخصية بموقع الفيسبوك، عدة مناشير تتحدث كلها عن طلب الصفح والاعتذار من الجميع، وكل شخص أخطأت في حقه عن قصد وغير قصد، مع التحدث عن الوفاة وكأنها أحست بقرب أجلها ، حيث كان آخر منشور لها في هذا الخصوص باللغة الفرنسية تقول فيه “لما تأخذني الموت لا أريد منكم أن تقعوا أمامي، تتكلمون عن حبكم لي ومدى افتقداكم لي، فتلك الكلمات أريد أن أسمعها وأنا على قيد الحياة”.

مقالات ذات صلة