-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مجلس الأمن مخيف!

الشروق أونلاين
  • 2579
  • 0
مجلس الأمن مخيف!

ما كان للقرار الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير أن يثير استغراب المتتبعين، لأن مجلس الأمن بمختلف هيئاته سلاح تستعمله الولايات المتحدة الأمريكية

  • ومن تواطأ معها من أجل كسر الشرعية الدولية واستكمال ما بدأته عبر سياسات الترهيب التي اتخذتها بديلا عن الإرهاب.
  • أمريكا تستغل الهيئات الدولية لاستكمال ما بدأته أو لابتداء ما تريد هي استكماله، مثلما قفزت على “الشرعية الدولية” وأعلنت الحرب على أفغانستان ثم العراق، وقدمت لحشد الرأي العام لصالحها كل ما يُشتبه في كونه “دليلا” يؤيد موقفها، ولو كان هذا الدليل تقارير استخباراتية مغلوطة وصورا مفبركة ووسائل إعلام متواطئة تم فضحها جميعا بعدما سقط العراق في أيدي السفاحين، ووقع ضحيةالفوضى الخلاقةالتي لطالما بشر بها المحافظون الجدد.
  • لقد أدانت المحكمة الجنائية الرئيس البشير وطالبت بمثوله أمام “العدالة” بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وهذا الحدث يكشف شيئين اثنين لا يمكننا إغفالهما أو السكوت عنهما، لأن العقد المنفرط بالراحل صدام حسين سيطال كل من لم يخضع لسياسة “العصا والجزرة” أو “الأفيون والعصا” بتعبير أدق.
  • أول ما يؤكده هذا الحدث هو مدى انفضاح ما يُسمى بـ”الشرعية الدولية” التي تتغاضى عن جرائم الإبادة التي تطال المسلمين في العالم: في فلسطين على أيدي آلة الدمار الصهيونية، وفي العراق بأيدي الاحتلال الأمريكي وأعوانه من مسعري الفتن الطائفية، وفي أفغانستان أيضا، وفي كشمير على أيدي الهند، والفلبين والشيشان وبورما وأثيوبيا وغيرها من الدول التي يُباد فيها الضعفاء، ومع ذلك لا تتحرك ضمائر “الضمير العالمي” الذي أصبح في قضايا المسلمين ضميرا مستترا لا يبدو له أثر، ولهذا علينا أن ندين هذه السلوكات المفروضة وسياسة الكيل بمكيالين ونفضحها أمامبقايا العقلاءوبقايا الشرفاء“.
  • لكن أبرز ما نستفيده من هذا الدرس الجديد، وما أكثر الدروس التي لا نستفيد منها، هو أن ما تقوم به أمريكا ما كان أن يقع لولا أننا فتحنا على أنفسنا أبواب الشر بفعل سلوكنا المتهور وغير المدروس في معالجة قضايانا وأزماتنا الداخلية.
  • مشكلة دارفور، ومن قبلها مشاكلنا الكثيرة في العالم العربي والإسلامي، هي نتيجة حتمية لسياساتنا الخرقاء في معالجة قضايانا: نؤسس بلدانا تسيرها الفوضى، ولا تجد فيها الحرية والعدالة موطئ قدم، ثم إذا أفلتت من يدنا ألقينا باللوم على غيرنا..
  • كان يمكن أن ننشئ الخطب العصماء في ذم الغرب وعملائه، لكن المشكلة هي أننا نسكن بيوتا من زجاج ونحاول أن نرمي غيرنا بالحجارة، ونتيجة هذا التصرف الأخرق معروفة سلفا.

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!