محاربة الرشوة والفساد تقطف رؤوس مسؤولين في الجمارك بميناء العاصمة

أجرى المدير الجهوي للجمارك بميناء الجزائر حركة تغيير جزئية بميناء الحاويات وميناء المسافرين، شملت ثمانية موظفين من أعوان الفرق والمفتشين المصفين الذين تجاوزت مدة خدمتهم بهذه المصلحة 3 سنوات.

•  وكشفت المصادر التي أوردت الخبر لـ”الشروق اليومي” عن حركة أخرى مرتقبة “قريبا جدا” ستشمل رؤساء مفتشيات الأقسام ورؤساء المصالح المختلفة، منهم رؤساء الفرق ومصلحة التجارة، وقد تمس حسب مصادرنا تسعة إطارات.
• وتندرج هذه الحركة في إطار التغييرات التي باشرها المدير الجهوي للجمارك بميناء الجزائر منذ تعيينه في أواخر شهر ماي الماضي في هذا المنصب، تنفيذا لخارطة الطريق التي حددها المدير العام للجمارك الذي قام منذ اعتلائه إدارة الجمارك بإعلان “الحرب” ضد الفساد في القطاع، من خلال تعيين كفاءات. ويندرج تعيين المدير الجهوي لميناء الجزائر في هذا الإطار، بعد جهوده اللافتة في مكافحة التهريب بالحدود الجنوبية الغربية عندما كان يشغل منصب مدير جهوي ببشار، حيث أشرف على حجز طنين من المخدرات، وأعلن منذ تنصيبه “سيف الحجاج” ضد التهريب والرشوة والتجاوزات. وتتزامن التغييرات الأولية التي قام بها مع فترة الصيف والعطلة التي تعرف توافدا كبيرا للمسافرين الذين قد يستغلون السياحة للتهريب. واللافت أن الحركة الجزئية مست في مرحلة أولى ميناء المسافرين وميناء الحاويات، حيث تم تكثيف الرقابة والتفتيش.
• وفي هذا السياق، كشفت مصادرنا أن أفراد الفرقة المتنقلة للجمارك بميناء الجزائر قاموا منذ تولي المدير الجهوي للجمارك مهامه بعمليتين وصفتا بـ”الهامتين”، منها حجز 70 كغ من الكيف المعالج كانت مخبأة بإحكام أسفل المقاعد الأمامية بسيارة من نوع 406 كانت متوجهة إلى مرسيليا عبر ميناء الجزائر. وتفيد مصادر “الشروق اليومي” أن المهرب فرنسي من أصل جزائري يقيم بباريس، دخل العاصمة قادما إليها من فرنسا عبر باخرة جزائرية، وقام بتعبئة سيارته بالمخدرات بطريقة محكمة جدا قبل العودة، لكنه اختار باخرة فرنسية، ومكنت عملية التفتيش الدقيقة للمركبة من اكتشاف الكمية، وهي عبارة عن قطع من أوزان مختلفة. وقالت مصادرنا إن القيمة المالية للكيلوغرام الواحد تتجاوز 3 آلاف أورو في فرنسا، في حين انه يتم شراؤها في الجزائر بحوالي 6 ملايين سنتيم.
• وسبق أن قام أفراد الفرقة المتنقلة للجمارك بميناء الجزائر في الأسبوع الثالث من شهر ماي الماضي بحجز 80 كغ من القنب الهندي داخل سيارة متوجهة إلى مرسيليا.
• وتفيد المعطيات المتوفرة لدى “الشروق اليومي”، أن المدير الجهوي للجمارك بميناء الجزائر أعطى تعليمات صارمة لجميع الأعوان للتحلي باليقظة والصرامة وتكثيف التفتيش، خاصة المركبات والأشخاص المشبوهين، لإحباط أية محاولة تهريب، وهدد بعدم التسامح مع التجاوزات.