-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
فيديوهات التهكم على الأساتذة

محتوى فكاهي ساخر يسيء إلى كرامة المعلم يحصد ملايين المشاهدات

نسيبة علال
  • 2520
  • 0
محتوى فكاهي ساخر يسيء إلى كرامة المعلم يحصد ملايين المشاهدات

المتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، على غرار تيك توك، يوتيوب، فايسبوك، أنستغرام، يستغرب من الكم الهائل لعدد الفيديوهات الساخرة، التي تتخذ من الأستاذ ومهنته النبيلة موضوعا للتهكم والتنمر، على طريقته في التدريس، لبسه، أسلوبه في الحديث، معاملة التلاميذ، وعشرات المواضيع الأخرى، التي تهدف إلى الإساءة في طابع فكاهي، لتحصد ملايين المشاهدات وآلاف الإعجابات والمشاركات.

يتعمد صناع المحتوى الفكاهي، على مختلف المواقع، اختيار مواضيعهم، بحسب ما يثير طبقة واسعة من المجتمع، واعتمادهم أسلوب الانتقاد، السخرية والاستهزاء، عادة ما يرفع نسب التفاعل مع فيديوهاتهم، سواء بالسلب أم الإيجاب. باقتراب موسم الامتحانات، تزيد مظاهر الانضباط في المؤسسات التربوية، وتكثر التعليمات الصارمة، ويتغير سلوك الأسرة التربوية بشكل ملحوظ.. كلها عوامل باتت تلهم وتحرك إبداع صناع المحتوى على تيكتوك وأنستغرام ويوتيوب، الذين يعتبر أغلبهم من طلاب الثانويات والجامعات. وبما أن السواد الأعظم من متابعيهم من هذه الفئة أيضا، عادة ما تنجح فيديوهات التهكم على الأستاذ، التي يشعها بعض الأولياء أيضا، من الساخطين على هذا الأخير. يقول عبد الكريم، موظف، ولي لتلميذين: “يرسل إلي أبنائي فيديوهات تتحدث عن فظاظة بعض الأساتذة وعن تعاملهم بالـ”معريفة”، أجدها مسلية ومضحكة فعلا، وعادة أتفاعل معها وأعلق لتشجيع أصحابها، فلو أن التلاميذ لم يلاحظوا تصرفات خاطئة، ما تجرؤوا على نقلها ومشاركتها بأسلوبهم الضاحك”.

معلمون يتحسرون على حالهم بعد سنوات من العطاء

في الأمس القريب، كان الجميع يستنكر تصرف بعض الأساتذة والمعلمين، الذين يسخرون من تلامذتهم ويحبطون معنوياتهم، من خلال تعمد إحراجهم أمام زملائهم.. وقد شكل هذا الفعل عقدة حقيقية للأولياء، على مدار سنوات. أما مع إتاحة وسائل التعبير المختلفة في متناول التلاميذ أنفسهم، فقد انقلبت الصورة وأصبح الأستاذ أكثر ما يخافه أن تنتشر فيديوهاته وصوره على المواقع، ويجزع من مصادفة مقاطع تسيء إليه، بعد سنوات من العطاء ونشر العلم. يقول طالبية عمر، أستاذ أدب عربي: “بحز في نفسي وضع التعليم في عصر التكنلوجيا وانتشار التواصل الإلكتروني.. فبدل أن يستخدم أبناؤنا هذه الوسائل للمنفعة، يتخذون من الأستاذ الذي يقضي عمره في

تعليمهم سخرية ومسخرة..” يضيف متأسفا: “.. منذ بدأت تصلني فيديوهات جارحة كهذه، بالرغم من كونها فعلا تنقل جانبا من الواقع، أجدني أفكر في اعتزال التعليم وتقديم استقالتي قبل بلوغ التقاعد، فقيمة المعلم في تدهور مع تقدم السنوات..”.

معاقبة التلاميذ المسيئين واجب يقتضي وجود سلطة ضبط للمواقع

مع أن الفيديوهات الساخرة التي تتهكم على الأساتذة والمعلمين الهدف منها الضحك ونشر الفكاهة، شأنها شأن الفيديوهات التي تتخذ من عمال الإدارات البلدية والبريد والممرضين مادة تشفي غليل المواطن الناقم المتحسس من هذه الفئة، إلا أن البعض يجد فيها إهانة وإذلالا للمعلم، الذي يستحق الوقوف تبجيلا له. وفي هذا، تقول المفتشة التربوية سليمة ديب: “نحن في حاجة إلى سلطة ضبط تحد من التجاوزات الكثيرة في المواقع، خاصة ما يمس بكرامة الأستاذ، إذ يجب معاقبة التلاميذ الذين ينشرون صور المعلمين وفيديوهاتهم، أو يصورون فيديوهات جارحة، بغرض التهكم ورفع التفاعل على حساباتهم، كما يحدث في الدول التي تحترم إطاراتها”.

طرح يؤيده الكثير من المعلمين وحتى أولياء التلاميذ، الذين يعتبرون أن استرجاع الأستاذ هيبته ضرورة ملحة في طريق إصلاح المنظومة التربوية، إذ انتشرت مؤخرا العديد من الفيديوهات التوعوية والهاشتاغ التي تدعو إلى احترام الأستاذ والتوقف عن إهانته، بأي شكل من الأشكال، مشيدة بمبادرات تكريم الأساتذة، ومقاطعة حسابات الفكاهيين الساخرين منهم.

مقالات ذات صلة
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!