مختصون يحذرون من تكرار السيناريو التونسي في الجزائر
حذر المشاركون في اليوم البرلماني أمس من مغبة تكرار سيناريو تونس بسبب استمرار الانغلاق الإعلامي والسياسي، داعين إلى ضرورة تمكين الشباب من بلوغ قنوات الحوار، موضحين بأن الأزمة الحقيقية تكمن في استمرار سياسة الهروب إلى الأمام، منتقدين اهتمام الدولة ببناء الهياكل على حساب بناء الإنسان.
-
واعتبر الدكتور علي خوجة بأن الحوار مع الشباب هو في حقيقة الأمر حوار مع أكبر قاعدة في المجتمع، متسائلا عن كيفية عدم إدراك رسالة 5 أكتوبر 88، وفي تقديره ثمة إصرار على تكرار نفس الأخطاء والسياسات، مما يستدعي أهمية التفتح الإعلامي والسياسي، ومنح الحرية للأحزاب السياسية.
-
وتساءل المصدر ذاته في اليوم البرلماني الذي نظمته كتلة الأفانا، عن سبب عدم توجه الأحزاب السياسية إلى الشباب في الجامعات، وفي تقديره فإن مؤشرات الغليان والاستياء تظهر في الإجرام والاحتجاجات، لذلك لا ينبغي مواجهة هؤلاء الشباب الذين يسعون للتعبير عن أنفسهم بالهراوات والخراطيم، بل ينبغي أن تفتح أمامهم المنابر والفضاءات الملائمة، من بينها التلفزة.
-
ومن جهته تساءل الأستاذ عبد العالي رزاقي عن كيفية إدماج الشباب في الحياة السياسية في وقت تم تغييب هذه الشريحة تماما عنها، بعد توقيف المسار الانتخابي، منتقدا الأحزاب بسبب تحوّل كثير منها إلى لجان للمساندة، وعمق هذا الوضع غلق المجال السياسي وعدم اعتماد أحزاب سياسية جديدة، وقال رزاقي بأن الحكومة لم تؤد دورها في بناء الإنسان، مقابل اهتمامها ببناء الهياكل بدليل تخصيص ما قيمته 286 مليار لتحقيق هذا المبتغى.
-
وانتقد بشدة وزارة الثقافة التي لم تؤد دورها في إرساء القيم الثقافية لدى شريحة الشباب، واكتفت فقط بإعادة طبع كتب قديمة، واستهجن تحويل هياكل ثقافية إلى مقرات لأحزاب سياسية ومحلات تجارية، وأعاب المتحدث وضعية الصحافة المكتوبة التابعة للقطاع العام ووصفها بأنها مؤسسات إعلامية دون إعلام، مقابل وجود أربع قنوات إذاعية و45 محطة جهوية بعيدة كلها عن الواقع وتعكس عهد الحزب الواحد، في حين تعاني الصحافة المستقلة من احتكار السلطة للإعلان. وتأسف المتحدث لتحوّل الفايسبوك إلى حزب يجمع الشباب، بالنظر إلى انعدام قنوات التواصل بين هذه الشريحة وبين الأحزاب السياسية بسبب انعدام الشفافية ورفض جيل الثورة التحاور مع جيل التعددية الإعلامية والسياسية.