-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عطلة الصيف و"الأضحى" قد يفاقمان الوضعية

مختص: الجزائريون أهدروا فرصة ذهبية لدرء كورونا!

ب. يعقوب
  • 1196
  • 0
مختص: الجزائريون أهدروا فرصة ذهبية لدرء كورونا!
أرشيف

قال مصطفى بشيري، الأخصائي في الأمراض المعدية والمجند في مصلحة الإنعاش الخاصة بفيروس كورونا بمستشفى الدكتور بن زرجب في وهران، إن الجزائريين أضاعوا فرصة ذهبية لكبح الفيروس، وذلك بعدم احترام البروتوكول الصحي الخاص بكورونا من خلال الالتزام بالتباعد وارتداء الكمامات، في الوقت الذي اتخذت فيه الدولة إجراءات حازمة بإيقاف كل حركة النقل الجوي القادمة من الصين، وغلق فوري لكامل المعابر لفرملة الوباء، لكن، يضيف بشيري، في تصريح لـ”الشروق”، “لم يحترم الجزائريون هذه التدابير واستمروا في الاستهتار بها، إلى جانب فشلهم في إدراك التهديد أو توحيد الجهود لوقف الوباء”.

وذكر المتحدث أن الجزائر تطمح إلى تلقيح ما بين 20 إلى 25 مليون شخص قبل نهاية عام 2021، من أجل بلوغ مناعة جماعية مقدرة في 70 في المائة من الساكنة، مبرزا أن “هذا الرقم يتطلب كميات إضافية من اللقاحات وتنظيما محكما”.

وشدد الأخصائي بشيري، على أن “السلطات الجزائرية، مقبلة على تحدي تدبير عطلة الصيف حتى لا نعود إلى المربع الأول، لاسيما في ظل الإعلان عن الفتح التدريجي للحدود الجوية أمام المغتربين الجزائريين، وترقب فتح جزئي آخر للمعابر البحرية، وتزايد نشاط الجزائريين خلال العطلة التي تتزامن مع عيد الأضحى”.

واعتبر المتحدث أن “الخطر مازال يراودنا جميعا ولا يمكن الحديث عن العودة إلى الحياة الطبيعية من دون الوصول إلى مناعة جماعية”، وزاد قائلا “الفيروس ينتشر بقوة وسجل طفرات جديدة في الآونة الأخيرة، وإذا تركت له مجالا للتوسع، فإنه سيصيب حتما آلاف الناس وسنعود إلى نقطة الصفر”.

وخلص المتحدث إلى القول، إن عودة الحياة الطبيعية في الظروف الراهنة أمام عودة الإصابات إلى الارتفاع، تستغرق فترة لا تقل عن 8 شهور وذلك بعد تطعيم عدد كبير من الأشخاص، أي أكثر من 50% من السكان، للبدء في رؤية آثار إيجابية على الوباء. في غضون ذلك، يجب أن نستمر في احترام بروتوكولات النظافة الحالية، ولاسيما ارتداء الأقنعة، إذ لا يزال من الممكن أن يصاب الأشخاص حتى بعد التطعيم ويمكنهم بسهولة نشر الفيروس وإصابة الآخرين، مضيفاً أن اللقاحات الحالية بالرغم من فعاليتها، إلا أنها لا تحمي من الاستعمار الفيروسي للفم وتجويف الأنف (أي العدوى بالفيروس ووجوده في الفم والأنف وبالتالي احتمالية نقله للأشخاص الآخرين).

وتواجه الجزائر تحديات جديدة، في معركتها المستمرة ضد “كورونا”، التي تظل تحصد أرواح الجزائريين في ظل ارتفاع عدد الإصابات وزيادة معدل الإماتة في الأيام الأخيرة، وذلك بعد مؤشرات إيجابية، أوحت أن الفيروس في طريقه إلى الانحسار في الجزائر، مع دخول عطلة الصيف التي تتزامن مع عيد الأضحى، وهو ما سيشكل “امتحانا” للسلطات التي قررت رفع القيود الاحترازية وفتح تدريجي للمعابر الحدودية مع الخارج.

ومع اقتراب عطلة الصيف التي تتزامن مع عيد الأضحى، تتخوف الأطر الصحية من ظهور بؤر جديدة تعيد الوضع الوبائي والصحي في بعض المدن إلى نقطة الصفر، لاسيما بعد قرار التخفيف والعودة تدريجيا إلى الحياة الطبيعية.

وقررت الجزائر، فتح المجال الجوي أمام المغتربين الجزائريين وكافة السياح الأجانب بعد حصول نتائج مرضية في الحملة الوطنية للتلقيح، بينما يجب بلوغ معدل 70 في المائة من المناعة الجماعية، أي تلقيح 20 مليون شخص، حتى يتم الرجوع إلى الحياة العادية من دون إجراءات احترازية. وتسعى السلطات الجزائرية إلى تحقيق مناعة جماعية بتلقيح 70 في المائة من المواطنين والمقيمين في الوطن، لكن يبدو أن هذا الطموح يصطدم بواقع تأخر التوصل باللقاحات وتزامن عملية التطعيم مع شهر رمضان الأخير، الذي فرض تعديلات على البروتوكول الصحي المعتمد.

ومعلوم أن التلقيح خص في البداية أساسا الذين يشتغلون في الصفوف الأمامية (أطر صحية وأمنية وتعليمية)، قبل أن تعطى الأولوية للمصابين بأمراض مزمنة والذين يعانون الهشاشة الصحية، ثم جرى تعميم التلقيح في مرحلة ثالثة على البالغين من العمر أزيد من 50 سنة، ثم سيعمم بعد ذلك على باقي الفئات العمرية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!