مخرج فيلم الجماعة في حوار للشروق: كل من يشتمونني إخوان ولا تسامح معهم !

ينتظر أن يحدث مسلسل “الجماعة” الذي أخرجه عادل أديب ضجة خلال شهر رمضان المقبل، وهو رهان هذا المخرج المثير للجدل.

• يشار أن مسلسل “الجماعة” يرصد تاريخ أكبر تيار سياسي في مصر، وهو تيار”الإخوان المسلمين”، ويوثق لحياة مؤسسه الشيخ حسن البنا، رحمه الله، علما أن عادل أديب صاحب الأفلام الثلاثة في مسيرته الفنية، وآخرها “ليلية البيبي دول” يدرك تماما صعوبة المهمة، وهو يكشف اليوم، وللمرة الأولى، تفاصيل العمل لـ “الشروق”، على هامش حضوره كضيف في مهرجان الفيلم العربي بوهران.
• لماذا كل هذه الضجة التي يثيرها البعض حول نبشك في ملف الإخوان المسلمين؟  
• إنه الجدل ذاته، الذي يرافقني دوما في أعمالي، فأنا اخترت أن أخرج للمرة الأولى في الدراما التلفزيونية مسلسلا عن تاريخ الإخوان المسلمين، اسمه “الجماعة” يرصد تاريخ هذا التيار السياسي، منذ تأسيسه من طرف الشيخ حسن البنا وحتى يومنا هذا، في ثلاثة أجزاء وهو من كتابة الأستاذ وحيد حامد، وهو عمل ضخم وثقيل جدا.
•  
• ولكن يقال أنكم ترصدون تاريخ الإخوان بعيون النقد فقط، والعديد من قيادات التيار هاجمت العمل قبل مشاهدته وهاجمت أيضا الكاتب وحيد حامد؟
• أولا، لا أريد أن أخرج عملا لا يتجادل عليه الناس، فذلك مبدئي، كما أنني أعتقد بوجود طابوهات، يجب أن نكسرها، فمثلا في فيلم “ليلة البيبي دول”، كل ما قيل عن بوش بعد تنصيب باراك أوباما رئيسا جديدا، قلناه في الفيلم قبل الجميع.
• ولكن ربما، يا أستاذ عادل، أن من سوء أو حسن حظ المسلسل أنه يعرض في فترة اختناق وصدام مباشر بين الإخوان والنظام في مصر، وبالتالي ستصنفون بالضرورة مع طرف ضد آخر؟
• أولا، الصدام والخلاف بين الإخوان ونظام مبارك ليس جديدا، بل هو قديم جدا، كما أنني أعتقد بأن السكوت عن هذا الأمر يزيد الأمر خطورة واستفحالا، لأن الإخوان استغلوا فترة الهدوء النسبي مع الحكومة والهدنة التي أوصلتهم للبرلمان من أجل إنشاء خلايا جديدة تابعة لهم، كما بحثوا عن مصادر تمويل جديدة، فكان لابد على الحكومة، والمخابرات المصرية أن تتحرك، كما لم يستفد الإخوان من مرحلة الهدنة و”السلام” التي منحتها المخابرات لهم، وأعتقد أن الأيام القادمة ستكشف أمورا كثيرة.
• كيف ستضمنون أن تكون أدواتكم كمخرج للعمل حيادية ولا تصطدم بين شواهد التاريخ عند الإخوان والنظرة الراهنة؟
• أنا يا أستاذ، رجل فنان ولست سياسيا، كما أنني أرصد الظاهرة من جوانبها الإنسانية، مثلما فعلت في “ليلة البيبي دول”، أنا لست مع الجماعة أو ضدها، بل أنا مع الإنسان، وبالتالي فإن حسابات السياسة لا تهمني كثيرا.
• هل سيعرض العمل في التلفزيون المصري؟  
• والله أتمنى، فمثلا لاحظ معي أن الإخوان المسلمين كانوا يريدون إنجاز عمل عن تاريخ الجماعات الإسلامية، ولا أعرف كيف كانوا سيقدمون له؟.. يعني هل سيتحولون إلى شركة إنتاج؟ وكنت أتمنى أن يتم العمل وتسويقه للفضائيات حتى يقدموا خدمة مجانية لأمن الدولة من أجل معرفة البلدان والفضائيات التي تدعمهم، كما أنني أنتظر من سيشتمني بعد العمل، ليثبت أنه مع الإخوان! ولكن لا بد أن تعرف أنني لست ضد الإخوان، ولا أن يصعد نجمهم، وأنا يمكنني أن أتنافس معهم في نقد الأعمال الفنية والمسلسلات، لكن عن سقوط الأرواح لا أتفق معهم، فهذا موضوع جدي، فالاختلاف لا يعني أن نقتل بعضنا البعض.
•  
• يقال بأن عهد المسلسلات السياسية انتهى لصالح نوعية أخرى من المسلسلات؟!
• لذلك نحن نحرص على إنتاج وتقديم مسلسل الجماعة، فنحن لسنا جهة حكومية، بل قدمنا أعمالا ضد الحكومة، مثل عمارة يعقوبيان “يضحك”.. فنحن قطاع خاص وفنانين، شاهدنا ضوء أحمر في منطقة ما، ونريد التعامل معه “فبوبوس” عن رجال أعمال الناهبين، و”إبراهيم الأبيض” عن العشوائيات، “عمارة يعقوبيان” عن تاريخ مرحلة هامة في مصر، “حليم” عن العالم العربي من خلال حياة العندليب… فنحن كأشخاص ندعي أننا مثقفين، أو نحب الثقافة نحاول أن تكون كل أعمالنا ترصد جانبا من الواقع، ونلقي الضوء عليه.
• هل يمكن أن نتوقع أستاذ عادل، وأنت شقيق المذيع الناجح عمرو أديب والمفكر عماد أديب، أن تكون لكم في جود نيوز قناة تلفزيونية قريبا؟!
• صحيح، هذا ما نفكر فيه منذ سنتين، فبعد استقلالنا بدور العرض السينمائية وأيضا المجلات والجرائد، نعتزم إطلاق 4 قنوات تلفزيونية، تكون منبرا ليبراليا حرا يدافع عن الحق وعن الرأي الآخر.