مخلوفي وزيدان
انتهت الألعاب الاولمبية التي جرت بريو دي جانيرو، بتتويج الجزائر بميداليتين فضيتين من انجاز المتألق توفيق مخلوفي في اختصاصين مختلفين، أنقذ بهما الجزائر من مهزلة “الصفر الأولمبي”.. فشكرا لابن مدينة سوق أهراس الذي قلب كل الموازين، وجعل العلم الجزائري يرفرف مرتين في سماء البرازيل.. رغم أن المسؤولين عن الرياضة في الجزائر، وعدوا الشعب الجزائري بخمس ميداليات قبل الألعاب.
لكن تخميناتهم وتمنياتهم ونظرتهم المستقبلية ذهبت هباء منثورا، رغم المجهودات التي بذلها بعض الرياضيين، على غرار رياضيي الملاكمة والجيدو وألعاب القوى وخاصة الشاب بورعدة، الذي ورغم أنه لم يتحصل على أي ميدالية إلا أنه أثبت أنه قادم وبخطى ثابتة، وعلى مسؤوليه الاهتمام به أكثر، لأنه يحمل مشروع بطل، ونحن متأكدون أنه سيكون يوما خليفة لمرسلي وبولمرقة وغيرهم من الأبطال، ويسير على نفس نهج “المتألق” توفيق مخلوفي.
التصريحات النارية التي أطلقها سواء مخلوفي أو بورعدة وبعض الملاكمين، وحتى المسؤولين على غرار الوزير ولد علي ورئيس اللجنة الأولمبية مصطفى بيراف أو حتى براهمية رئيس الوفد الجزائري إلى الأولمبياد، تجعلني أقر أنه حان الأوان لتتحكم الدولة في زمام الأمور وتجمع أهل الاختصاص في “جلسات خاصة بالرياضة” لإخراجها من النفق المظلم الذي دخلت فيه مختلف الرياضات سواء الفردية أو الجماعية، فعندما تمنح الدولة أموالا طائلة لهذا القطاع بغية تشريف الجزائر في المحافل الدولية، نجد بعض الطفيليين وعديمي الضمير يريدون فرض سياستهم الفاشلة وآرائهم “القديمة” في عصر السرعة..عندما يتحدث مخلوفي عن العراقيل التي واجهها طيلة تحضيراته لألعاب بحجم الألعاب الاولمبية، ويظفر بميداليتين أمام أحسن وأقوى العدائين في العالم، علينا أن نقر أن الجزائر تملك ثروة رياضية “هائلة”، فلو كان المسؤول في المستوى، والرياضي بقدر المسؤولية والثقة التي يضعها فيه مسؤولوه ومدربوه والجمهور الجزائري العريض الذي يتابعه، لكانت الجزائر في مقدمة الدول المتوجة، ألم يتحصل مرسلي وبولمرقة على ميداليات ذهبية في وقت كانت تعيش فيه الجزائر أحلك أيامها؟ وحتى رياضيين آخرين على غرار بينيدة مراح وبن يخلف وسعيدي سياف، حققوا معجزات أولمبية والمشاكل تلاحقهم في كل مكان، حسرتي هي نشر غسيلنا خارج الجزائر، ألم يكن من الأجدر كشف “الخداعين” في الجزائر وأمام الجزائريين على حد تعبير الغزال مرسلي.
أعجبني تصريح وزير الشباب والرياضة الذي كان في استقبال الوفد العائد من ريو دي جانيرو، عندما قال أنه من اليوم لا بد علينا التفكير في الألعاب الإفريقية القادمة وكل المنافسات الدولية التي تنتظر رياضيينا، وخاصة الألعاب الأولمبية المقررة بطوكيو بعد أربع سنوات.. الوزير قلل من شأن الغسيل الذي نشر ومازال ينشر من يوم لآخر من طرف الرياضيين، لأنه في النهاية ليس هناك حل سوى محاسبة من أخطأ في عمله وعرقل تطور الرياضة في الجزائر وكم هم كثيرون؟ فعندما يتحدث البطل مخلوفي عن الصعوبات التي واجهته في تحضيراته، عليه وفورا إخطار هيئته الرياضية وفي أسرع وقت ممكن لمعاقبة من يستحق ذلك وحتى الزج في السجن بالذي تلاعب بسمعة الجزائر.
نعم يستحق توفيق مخلوفي وسام رئيس الجمهورية، الذي منح لزين الدين زيدان، لأنه ببساطة الرياضي الوحيد الذي نال ثلاث ميداليات في دورتين مختلفتين، وسمح للعلم الجزائري أن يرفع في ريو وأمام أعين العالم.. شكرا لتوفيق مخلوفي.. الجزائر تملك الآلاف من مخلوفي، وهؤلاء لا يريدون سوى الاهتمام بهم من طرف الرجل المناسب ومن المكان المناسب.