-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مداواة الورم .. بالورم

مداواة الورم .. بالورم

منذ بضعة أشهر وليس سنوات، قال الوزير عمار غول عندما حمل حقيبة النقل، بأن الجزائر مدعوة لأن تواكب العالم المتطور، وتجدد وسائل نقلها، ووعد بما لا يقل عن عشرة خطوط للنقل عبر ترامواي في مختلف الولايات، وقال بالحرف الواحد، بأن تجديد وسائل النقل من الضروريات التي سيستفيد منها الإقتصاد الجزائري في تحقيق الوثبة الضرورية لما بعد مرحلة النفط، والآن تصل لمختلف الولايات برقيات تقشف عاجلة من القمة، تأمر بتوقيف “دراسات” هاته الخطوط، وتعتبرها من الكماليات التي لا تفيد الاقتصاد الوطني سواء في زمن النفط أو ما بعده، وعندما يصل التناقض ما بين الوزير والوزير الأول، درجة الاختلاف في جدوى وسيلة نقل عصرية، فإن المواطن من حقه أن يسأل عن جدوى خارطة الطريق التي ستسلكها الدولة، وعن معنى كلمة تقشف التي تتردد باستمرار في الفترة الأخيرة.

فالوزير الأول يتحدث عن تفضيل ما يسميه هو بالمشاريع الاجتماعية، من سكن وتشغيل وصحة، التي نعرف جميعا درجة الاحتيال والتبذير التي ترافق إنجازها، ويتحدث عن تجميدالذي هو إلغاءمشاريع المطارات والمواصلات وحتى المستشفيات الكبرى والمركبات الرياضية التي تحدث عنها وزير الصحة، ثم يخلص إلى أن الجزائر يجب أن تعتمد على إمكانياتها لأجل تجاوز أزمة انهيار أسعار ثروة النفط وربما نضوبه، ولا أحد فهم كيف سيكون السكن الاجتماعي الذي استفاد منه أبناء المسئولين والأثرياء والمهاجرين وحتى الموتى، ومن أسرّة المرضى وأدويتهم في المستشفيات التي تاجر فيها كبار المحتالين، ومن التشغيل الذي صار هو في حد ذاتهبزنسةبالمناصب، الدافع نحو ثورة تحقق الثروة. فالعامل في الجزائر هو دينار ضائع من الخزينة وليس دينارا قادما، وميزانية الجزائر أصلا تتبخر في شؤون غير إنتاجية، وأهم ما يشغل الدولة حاليا هو كيف ستدفع المرتبات للعمال وتوفّر الدواء للمرضى وتمكّن التلاميذ والطلبة من التعليم، مما يعني أن أزمة الجزائر لا تشبه أي أزمة في العالم، وسيصعب حلها في بلد يعيش على الطريقة البلشفية بتوفير الطعام للطالب الجامعي بالدينار الرمزي والعملية الجراحية المجانية، ويزدحم المجتمع بأثرياء ما إن مفاتيح كنوزهم لتنوء بالعصبة أولي القوة، وهم لم يدخلوا مدرسة ولم يرثوا مالا.. بل لم يعملوا في حياتهم إطلاقا. 

ما يحز في نفس الجزائري أن بلدان نفط كبرى، ظل يعتقد بأن بناءها لمدن في البحر وفوزها بتنظيم كأس العالم وتحويلها لصحرائها إلى حدائق ورد، إنما تحقق من عائدات النفط، لم تطرح لا تقشف ولا ترشيد في النفقات، وتواصل تحرّرها من النفط بالخدمات والمواصلات والسياحة والإعلام، بينما تكاد تكون بلاده الوحيدة في العالم التي مازالت تتحدث عن شد الحزام والتقشف، وترعب مواطنيها بما هو قادم، أما ما يحز في نفسه أكثر، هو معالجة هذا الداء المزمن بمزيد من الأورام الفتاكة.

هل تعلمون بأن البروفيسور المتمكن في اختصاصه الطبي يحيى قيدوم حمل في حياته الوزارية حقيبتين وزاريتين، هما الصحة والرياضة، وهل تعلمون بأنه مدخن شره للسجائر، المحرمة في عالمي الصحة والرياضة.. يمكنكم الآن أن تستنسخوا من هذا النموذج.. بقية الوزراء والمسؤولين.  

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • BESS MAD

    من يكذب يا ترى الملقي أو أذن المتلقي؟ الكل كان يسمع بأن ميزانية الدولة تحسب ب 39 دولار و كنا نصدق الدولة حينما تقول بأنه احتياط و قراءة لمستقبل غير آمن . فكنا نربط مناصب الشغل و الاقتصاد وو تيرة البناء و انجاز المشاريع بالحذر الذي يتوجس منه سياسيونا. فكنا نصدق. هل وصل سعر البرميل إلى ما دون السعر الذكور حتى نكبع عجلة التنمية و نسد نافذة الضوء و الهواء التي كنا نتوق إليها و نمني أنفسنا و أبناءنا بالغد الموعود .إنها نكسة ثانية بعد النكسة التي أوهمتنا بالخروج من التخلف قبل إسبانيا.ما أكذبكم.

  • جزائري

    وهل تعلمون بأنه مدخن شره للسجائر، المحرمة في عالمي الصحة والرياضة.. يمكنكم الآن أن تستنسخوا من هذا النموذج.. بقية الوزراء والمسؤولين.
    شكرا عبد الناصر.