-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعدما فشلت في جرّ الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي

مدريد تلعب الورقة الأورو متوسطية للتواصل مع الجزائر

محمد مسلم
  • 1782
  • 0
مدريد تلعب الورقة الأورو متوسطية للتواصل مع الجزائر

في الوقت الذي توجد فيه العلاقات الجزائرية الإسبانية في حالة قطيعة دبلوماسية، تحاول مدريد جاهدة البحث عن فضاءات يمكن من خلالها التواصل مع الجزائر، على أمل إعادة جسور العلاقات الدبلوماسية التي انقطعت منذ أزيد من ثمانية أشهر، بسحب الجزائر سفيرها من مدريد، في أعقاب موقف إسباني مثير للجدل من القضية الصحراوية.

وفي هذا الصدد، اقترحت مدريد عقد قمة أورومتوسطية خلال رئاستها للاتحاد الأوروبي، في النصف الثاني من عام 2023، وفق ما جاء على لسان وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، الخميس في برشلونة، على هامش المنتدى الوزاري السابع للاتحاد من أجل المتوسط .

وتخطط إسبانيا لجمع رؤساء دول وحكومات دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة، ونظرائهم من الجزائر والمغرب وتونس وليبيا ومصر والكيان الصهيوني وفلسطين والأردن، وهو مشروع لقمة ثالثة تعقد تحت الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي، حيث تحاول الحكومة الإسبانية إبراز اهتمام دول الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، بنظرائهم في الضفة الجنوبية، وتعميق التعاون معهم في مختلف المجالات.

ولم تشارك الجزائر في المنتدى الوزاري السابع للاتحاد من أجل المتوسط الذي احتضنته مدينة برشلونة الإسبانية بوفد وإنما كلفت ممثلها في الاتحاد الأوروبي بالحضور، لأن العلاقات الجزائرية الإسبانية توجد في حالة قطيعة، فضلا عن كون الجزائر لم تتحمس منذ البداية لهذا المنتدى، الذي جاء بمبادرة من الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي، في العام 2008، إذ ترى فيه محاولة من ساركوزي، لفك الحصار المضروب عربيا، على الكيان الصهيوني، تحت يافطة الحوار والتعاون في حوض البحر المتوسط.

ومنذ اندلاع الأزمة بين الجزائر ومدريد، خسر الطرف الإسباني الكثير من الامتيازات الاقتصادية التي كان يتمتع بها بموجب معاهدة الصداقة والتعاون التي وقعت بين البلدين في العام 2002، غير أن انحراف الموقف الإسباني بتخليه عن حياده الإيجابي في القضية الصحراوية، وتوجهه نحو دعم مشروع الحكم الذاتي الذي تقدم به نظام المخزن المغربي، أدى إلى تعليق العمل بهذه الاتفاقية في جوان 2022، ما ترتب عن ذلك عقوبات جزائرية أضرت كثيرا بالمصالح الإسبانية، والتي كان آخرها رفع أسعار الغاز في العقود المبرمة بين “سوناطراك” وشريكتها “ناتورجي” الإسبانية، فضلا عن متاعب تعانيها الصادرات الإسبانية.

وعلى مدار الأشهر الثمانية الماضية، عملت إسبانيا كل ما في وسعها من أجل الضغط على الجزائر، على أمل تخفيف العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها، وطرقت أبواب الاتحاد الأوروبي منذ الوهلة الأولى، غير أنها فشلت في جر بروكسل إلى صراع مع الجزائر، رغم الجهود التي قام بها على هذا الصعيد، المفوض السامي للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، وهو وزير خارجية إسباني سابق.

وبعدما فشلت مدريد في جر الاتحاد الأوروبي للصدام مع الجزائر، لجأت إلى منظمة حلف شمال الأطلسي “الناتو”، في الاجتماع الذي احتضنته مدريد في شهر جوان المنصرم، عندما حاولت إقناع الحلف بالأهمية الاستراتيجية للتهديدات التي يتعرّض لها جناحه الجنوبي، والتي سمتها “المفهوم الاستراتيجي” الجديدة للناتو، والذي من بين محاوره “الاستخدام السياسي لموارد الطاقة والهجرة غير القانونية”، غير أن الأمل خاب مرة أخرى في انخراط هذه المنظمة في المساعي الإسبانية.

وبعدما فشلت مدريد في كل محاولاتها السابقة، تحاول مدريد هذه المرة اللعب بأوراق جديدة، على غرار قمة الاتحاد الأورومتوسطي، غير أن مراقبين لا يتوقعون سوى الفشل من مناورتها الجديدة، لأن هذا النوع من المناورات يتطلب عملا دبلوماسيا مكثفا، لأنه من المستحيل انخراط الجزائر في مسعى يعتبر الكيان الصهيوني طرفا فيه، فضلا عن نظام المخزن المغربي، الذي أصبح وجها آخر من وجوه الصهيونية العالمية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!