-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
طعنه عند عودته من صلاة الفجر ثم أكمل نومه

مدمن يقتل أبا لأربعة أطفال في وهران

خ. غ
  • 1147
  • 1
مدمن يقتل أبا لأربعة أطفال في وهران
أرشيف

قضت محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء وهران الاثنين، بإدانة قاتل جاره عمدا مع سبق الإصرار والترصد بالسجن المؤبد، وهي الجريمة التي حكم عليه فيها ابتدائيا بعقوبة الإعدام، ذلك أن الجاني مدمن مهلوسات، وفي حالته تلك خرج فجرا إلى الشارع، أين شاهد من بعيد الضحية خارجا من المسجد، فتريث إلى أن هدأت الحركة ودنا منه أكثر، وعندها أجهز عليه بطعنة غادرة بالسكين أسقطته أرضا، ثم غسل يديه من الدم، وعاد إلى فراشه ليغط في سبات هادئ، مريح وعميق. بعدما اعتقد أنه لم يره حينها أحد، خاصة وقد بدا أنه لم يكن غيره في الشارع سوى ضحيته.
اكتشاف هذه الجريمة البشعة في حق نفس بريئة لم يتم إلا بعد بزوغ نور الصباح بتاريخ 08-03-2020، حيث تلقت مصالح الأمن بعين البيضاء اتصالا هاتفيا من شخص يبلغ عن تواجد رجل ملقى على الطريق دون حراك وعليه بقع دم، وفي أثناء الشروع في التحقيق في الواقعة، تقدمت سيدة إلى مقر الشرطة للإدلاء بشهادتها في الموضوع، وهي نفسها صاحبة الاتصال سالف الذكر، حيث صرحت أنها في حدود الساعة السادسة فجرا غادرت منزلها كعادتها للالتحاق بمقر عملها، وما هي سوى خطوات قطعتها، فإذا بها تسمع صوت شخص يصرخ ويستجدي قائلا: (دعني أذهب.. اتركني..)، ثم شاهدت جارها المسمى (ح. ح)، وفي يده سكين طعن بها الضحية عدة مرات في أجزاء مختلفة من جسده، المنظر الذي قالت إنه روعها بشدة، ولم تقو على تحمله، لتقفل راجعة إلى منزلها غير مستوعبة هول ما رأت عيناها، لكن بعد أن هدأت قليلا، قررت الاتصال بالشرطة وتقديم إفادتها المهمة جدا بالنسبة للمحققين، وهو ما فعلته، فيما تم على ضوء أقوال الشاهدة توقيف المتهم المبلغ عنه في ظرف وجيز.
أمام الضبطية القضائية، لم ينكر المدعو (ح. ح) حين مواجهته بالوقائع التهمة المنسوبة إليه، حيث أوضح أنه وقعت قبل ذلك مشادة كلامية بينه والضحية، وبسبب فقدانه الإدراك تحت تأثير المؤثرات العقلية التي تناولها ليلة الحادثة، قال إنه خرج بلا هدف من منزله، وبقي لفترة جالسا أمامه يرقب جيرانه وهم خارجون من المسجد بعد أدائهم صلاة الفجر، كان من ضمنهم الضحية، مضيفا أنه بمجرد أن اقترب منه هذا الأخير، اعترض طريقه، وضربه بسكين كان قد أحضره معه من البيت وأخفاه تحت ثوبه من نوع – قشابية -، مشيرا إلى أنه لا يعرف كيف ولماذا أخرج السكين الذي كان يحمله ليهاجم به المرحوم، ثم يعود إلى المنزل ليغسل نفسه وسلاح الجريمة من آثار الدماء وينام.

استيقظ وهو “في غاية السعادة”
فيما جاء في الملف أن الملابس التي كان يرتديها المتهم حينما ارتكب فعلته، وأيضا السلاح الذي نفذه بها قد تم العثور عليهما من طرف مصالح الأمن في منزله بعد تفتيشها لجميع أرجائه، كما أوضحت والدته أثناء سماعها أن ابنها استيقظ في ذلك اليوم وهو سعيد للغاية، ليطلب منها منحه مبلغ 200 دينار، لكنها رفضت، وعندها تناول سكينا وخرج، قبل أن يعود بعد برهة ويخلد للنوم.
خلال الجلسة، التزم المتهم عند مواجهته بالمعطيات الواردة في الملف بالصمت للحظات، ثم راح يسرد رواية مغايرة تماما لأقواله السابقة، نافيا علاقته بكل تلك الوقائع، ومفسرا إتيانه بها أمام الضبطية القضائية بداعي إخضاعه للإكراه، وكذلك تعامل المحققون مع والدته على حد قوله، مشيرا إلى أنه ليس له مع الضحية أي خلاف أو ضغينة أو أي سبب آخر يدفعه لقتله والانتقام منه.
في المقابل، اعتبرت النيابة العامة تناقض تصريحات المتهم في أقواله يحسب ضده وليس لصالحه، إلى جانب تأكيدها وفق ما رأته ثابتا في الملف على اقتران جريمته بالظروف المشددة المذكورة آنفا، لتلتمس دفاعا عن المجتمع وحماية له من جرائم قتل النفس بغير الحق التي حرمها خالقها وعظم لها شر الجزاء، إنزال عقوبة الإعدام في حقه، مشيرا إلى أن العنف غير المبرر الذي مارسه على ضحيته وانتهى بإزهاق روحه، تاركا وراءه زوجة وأربعة أطفال، هو نتيجة حتمية وواقعية لا يمكن تغييرها أو محوها بإنكار أو حتى اعتراف مقترن بندم وحسرة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • سامي

    هذا هو الهرج الذي تكلم عنه رسول الله. قاتل و مقتول و الاثنان لا يدريان سبب الجريمة.