-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مدى الحياة

الشروق أونلاين
  • 3564
  • 0
مدى الحياة

عندما أنهى وزير الشؤون الدينية والأوقاف مهام مستشاره الإعلامي، توجه الأخير رأسا إلى الصحافة الوطنية، فاضحا أمورا تتعلق بالتسيير الداخلي للوزارة.وهو أمر ما كان له أن يُقدِم عليه إن لم يبعد من المنصب الذي كان يشغله.وعندما أنهى مدير عام التلفزيون مهام نائبه حفيظ دراجي أقام البعض الدنيا ولم يقعدوها، بالرغم من أن دراجي لم يبعد من منصبه المعروف كصحفي ومعلق رياضي معروف وناجح، وإنما أبعد من منصب شرفي لم يقدم ولم يؤخر في مساره المهني ولا للمشاهدين شيئا.أما عندما أقدم وزير البريد وتكنولوجيات الاتصال بوجمعة هيشور، على إقالة أحد إطارات القطاع بولاية وهران، فقد تحرك زملاء هذا الإطار المبعد للاحتجاج على قرار الوزير، وهددوا بأوخم العواقب إن لم يتراجع الوزير عن قراره. وأخيرا رفض أساتذة إحدى ثانويات العاصمة، قرار وزير التربية الوطنية القاضي بتوقيف مدير الثانوية المذكورة. هذه السلوكات تؤكد حقيقة واحدة، وهي أن الجزائريين من القمة إلى القاعدة وبدون استثناء، غير مستعدين لتغيير أوضاعهم نحو وضع آخر ولا نقول أحسن بالرغم من أن هذه الأوضاع أكثر من مزرية، وهم بالتالي متشبعون بعقيدة المحافظة على الوضع الراهن مهما كان هذا الراهن تعيسا، فهل بقي لنا أن نلوم السياسيين على تشبثهم بمواقعهم.إن أي قرار يتخذه أي مسؤول قابل للمناقشة، خاصة إذا كان هذا القرار نابعا من خلفيات غير سليمة ولا تصب في خانة التغيير نحو الأفضل، لكن أن يصبح رفض التغيير شاملا وشموليا إلى الدرجة المعاشة في الجزائر، فإن الأمور أخطر من كل تصور، لأن المجتمع أصبح في هذه الحالة أمام ركود عام وقاتل، بعد أن أصبحنا أمام ظاهرة رئيس مدى الحياة، ووزير مدى الحياة، وأمين عام حزب مدى الحياة، ونائب برلماني مدى الحياة، ورؤساء مجالس منتخبة وغير منتخبة مدى الحياة، ورئيس نقابة مدى الحياة، ومدير شركة مدى الحياة وحارس مدى الحياة… فأي مستقبل ينتظر الأجيال الصاعدة التي تحلم بقيادة مؤسسات البلد والمجتمع؟  

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!