-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" تقتفي آثار فضيحة استعباد البشر

مدير مصحّة يجنّد المجانين في أشغال شاقة لبناء “قصره”!

الشروق أونلاين
  • 15893
  • 0
مدير مصحّة يجنّد المجانين في أشغال شاقة لبناء “قصره”!
عمال بالمجان..

في سابقة خطيرة اقتفت “الشروق” آثار فعل لا يصنف إلا في خانة استعباد البشر، والغريب أنه حدث في مؤسسة علاجية تضمن الخدمة العمومية وراحة المرضى.

  •  
  •  حيث استعان رئيس مصلحة الصحة العقلية بقاريدي 2 بالقبة بالعاصمة، بنزلاء المصحة للعمل لصالحه خلال عملية تشييد مسكن “فيلا” خاص به ببوزريعة بأعالي العاصمة، رغم أن كل القوانين تمنع خروج المرضى، فما بالك باستغلالهم للقيام بأشغال بناء وهم مصابون بتخلف ذهني.
  • تعود وقائع أفعال استغلال أطفال في سن المراهقة، إلى مطلع سنة 1999 وامتدت إلى غاية سنة 2005، بحسب الوثائق التي تحوز “الشروق اليومي” على نسخ منها، والتي تذكر هؤلاء المرضى بالأسماء ودرجة استغلالهم من قبل الطبيب “و.ط” رئيس مصلحة قاريدي 2، وتفيد بأن ذات المعني كان يعد المرضى بمقابل مادي من دون تسليمهم أية مبلغ، فيما يعد آخرين بالتوظيف بعد استكمال العلاج النفسي، وذلك كله في طمس للحقيقة على الأهالي وأحيانا استغلال المرضى المهملين من قبل أوليائهم وآخرين أيتام.
  •  
  • مريضان أمام مصالح الأمن بشبهة الإرهاب
  • استغلال المرضى وجعلهم في أماكن غير أماكنهم الطبيعية، تسبب في أحد الأيام بتدخل مصالح الأمن، حيث اشتبه عناصر الأمن في وجود مريضين بموقع “الفيلا” في فترة تشييدها بأنهما إرهابيان، حيث تعارك المريضان لسبب بسيط بسبب عاهة التخلف الذهني، خلال تواجدهم بالمكان، مما اقتضى تدخل ذات المصالح وتوقيف المعنيين وتحرير محضر بشأن الواقعة -على مستوى منطقة بوزريعة- قبل اكتشاف بأنهما نزيلا المصحة العقلية التابعة لمستشفى دريد حسين بالعاصمة.
  • وهو ما يؤكده التقرير الذي بحوزتنا ويعود لسنة 1999، بأن المريض “ب.ب” كلف بحراسة فيلا رئيس المصلحة، لثلاث مرات على التوالي في شهر فيفري من سنة 1999، كما كان يترك المريض بدون غذاء ويعود أحيانا للمصحة لتناول وجبته اليومية، وهو المريض الذي تعارك مع نزيل آخر يدعى “م.ر” والذي كلف هو الآخر بحراسة الفيلا. 
  •  
  • مرضى لحراسة سيارته وآخرون لأشغال المنزل
  • وأكد، رئيس نقابة شبه الطبي بمستشفى دريد حسين، في لقاء مع “الشروق”، أنه تم استغلال المريض “ت.أ”، في فترة نزوله بالمصلحة للعلاج، ليقوم بأعمال النجارة بمسكن رئيس المصلحة، أما المريض “ب.ح” فكان يظل واقفا أمام سيارة المدير لحراستها، من 9 صباحا إلى الثالثة مساء، على مستوى الطريق السريع، من دون أخذ الدواء أو الغذاء، وأحيانا تحت المطر في فترة الشتاء،  وأوضح المتحدث بأنه قام في مرات عديدة بإعادته للمصلحة وتغيير ثيابه المبللة.
  • وأورد نفس التقرير تلك الوقائع، والذي سلم من قبل الفريق الطبي والفرع النقابي لتلك الفترة لرئيس لجنة التحقيق، التي قامت بالتحريات في نفس الفترة، وأحالت الأمر على المجلس العلمي لمستشفى دريد حسين، الذي قضى لاحقا، في تقرير رسمي، بتحويل رئيس المصلحة وانتزاع منه المنصب، غير أن الأمور بقيت على حالها في ظل عدم تدخل وزارة الصحة لاتخاذ الإجراءات اللازمة في القضية.
  • وقد طالب رئيس نقابة الممرضين من الوزارة الوصية تحسين ظروف العمل وفرض احترام السلك شبه الطبي.
  •  
  • إجبار الأولياء على دفع 600 دج لفحص المرضى؟
  • وتلقينا رسائل عن أولياء المرضى تشير بعضها إلى سوء معاملة أبنائهم، فيما توجد ضمن بعض المراسلات المؤرخة سنة 2002، لجوء رئيس المصلحة المعنية إلى إجبارهم على دفع مبلغ 600 دج مقابل حصص الكشف عن أبنائهم وهو ما يخالف القوانين، التي تؤكد على مجانية العلاج، فيما تستغرب الكتابات المدونة في سجل الشكاوى – المؤشر عليه من قبل المدير العام لمستشفى دريد حسين – واطلعنا على محتواها، سوء المعاملة والاستقبال من قبل المسؤول الأول على المصلحة.
  •  
  • عنف لفظي واستغلال المنصب خارج القانون والأخلاق
  • وتلقينا رسالة موقعة من قبل 8 مستخدمين يشكلون الفريق الطبي العامل بالمصلحة، والذي يحمل شكوى استغلال نفوذ المنصب من قبل رئيس المصلحة بتوجيه ألفاظ بذيئة، وسوء المعاملة سلمت لنقابة المصلحة، كما شمل تقرير نقابة شبه الطبي هجرة 22 مستخدما طبيا من جميع الفئات بسبب ما أسمته النقابة سوء معاملة رئيس المصلحة واستخدامه لألفاظ الاحتقار والتقليل من شأن الموظفين والمساس بكرامتهم والتشكيك في قدراتهم العلمية والمهنية أمام أولياء المرضى، منذ توليه رئاسة المصلحة سنة 1997، مما ينعكس، بحسب التقرير، على علاج المرضى بحكم أن علم النفس يشترط عدم اشتباك شخصين أمام المصاب بتخلف ذهني. كما لخصت الإرسالية الأخيرة المؤرخة، في ماي الماضي، الموجهة لوزارة الصحة مجمل المشاكل والتجاوزات الحاصلة في المصلحة مع رفع مطلب التحقيق في القضية.
  •  
  • هجرة للممرضين والفريق الطبي يهدد باستقالة جماعية
  • تحول الطبيب المعالج والأخصائي النفساني والأخصائية الأرطوفونية إلى مربين بمصلحة قاريدي 2، في غياب المربين وهجرة الممرضين، حيث كلف الفريق الطبي بحصص تقديم وجبات الغذاء بدل الاكتفاء بواجب العلاج النفساني، كما يقوم عمال النظافة هم الآخرين بمهمة التمريض أحيانا، لضمان خدمة 86 مريضا رغم أن المصلحة لا تسع سوى 25 مريض، بحسب الموظفين، وقال أحد الممرضين أنه تعرض للاهانة ومنع من مرافقة زوجته التي تشتغل معه في نفس المستشفى، في فترات تناول الغذاء، موضحا أن الأمر لا ينحصر على شخصه فقط.
  • وطالبت نقابة شبه الطبي باحترام السلك الشبه الطبي وتوظيف عدد إضافي من الممرضين في وقت لايزال أحد الأقسام مغلقا به 45 سريرا، نتيجة انعدام الممرضين. 
  •  
  • رئيس المصلحة يؤجل التعليق لما بعد 25 أوت! 

وفي محاولة منا لمعرفة موقف رئيس مصلحة الصحة العقلية بقاريدي 2 السيد “و.ط”، تقربنا من المصلحة يوم السبت 11 جويلية، ولحظة تواجدنا غادر المعني قبل لقائه بثوان قليلة فقط، أمام أعيننا، في حدود الواحدة زوالا و20 دقيقة، وقمنا بالاتصال به على هاتفه الشخصي، وقال “إنني في عطلة وعليكم العودة ما بعد 25 أوت”، في حين أن عطلة المعني يوم 12 جويلية، في اليوم الموالي، وأحالنا على مدير المستشفى رغم أنه المعني مباشرة بتلك الاتهامات، مضيفا “لن أستقبلكم إلا بعد جلب أمر بمهمة وموافقة الوصاية؟”

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!