-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مدينة سطيف قبل، أثناء وبعد المباراة: عرس كبير وأجواء تاريخية.. والفرحة لم تكتمل

الشروق أونلاين
  • 2201
  • 0
مدينة سطيف قبل، أثناء وبعد المباراة: عرس كبير وأجواء تاريخية.. والفرحة لم تكتمل

هكذا تحول العرس إلى مأتم حقيقي بعد النتيجة المخيبة التي آلت إليها مباراة الذهاب في نهائي دوري أبطال العرب بين وفاق سطيف وضيفه الفيصلي الأردني، والتي حولت وجه مدينة عين الفوارة إلى مدينة أخرى غير تلك التي كانت طوال الأيام التي سبقت هذه المباراة التاريخية التي يصل فيها أول فريق جزائري إلى الدور النهائي من هذه البطولة العربية.ولاية تتحول إلى وطن
يومان قبل المباراة بدأت الأعراس بشكل رسمي في مدينة سطيف التي عاشت أجواء غير عادية تماما وهي ترتقب يوم المباراة النهائية الذي كان الكل ينتظره عرسا كبيرا لولا تحالف عدة ظروف خيبت آمال الملايين من الجماهير الجزائرية، وقد عاشت مدينة سطيف منذ يوم الثلاثاء تحضيرات تاريخية من قبل الأنصار الذين زينوا شوارع المدينة التي عاشت حالة غليان حقيقية طوال هذه المدة بسبب الوفود من الجماهير التي توافدت من كل بلديات الولاية قبل أن تلتحق بها في الساعات التي سبقت المباراة ومنذ يوم الأربعاء وفود أخرى حجت إلى مدينة سطيف من كل ولايات الوطن، التي أصرت على أن تترك بصماتها في المدينة من خلال العشرات من رايات فرق هذه المدن التي علقت في العديد من شوارع المدينة وخاصة بالقرب من معلم عين الفوارة، ولاحظنا رايات مولودية الجزائر إتحاد العاصمة نصر حسين داي ورايات أخرى من وادي سوف ومن عنابة ومن قسنطينة ومن باتنة ومن كل الولايات التي وافقت على أن تكون مدينة سطيف هي عاصمة الكرة الجزائرية على أمل نتيجة مشرفة في مقابلة الخميس (المشؤوم).

عين الفوارة.. قبلة الحجاج
وكالعادة فإن معلم عين الفوارة الذي اشتهرت به مدينة سطيف كان قبلة الحجاج من الأنصار وخاصة أولئك القادمون من خارج الولاية، ومن شدة الضغط الذي تحمله هذا المعلم كاد أن يصيبه الضرر بسبب صعود عدد من الأنصار فوقه دفعة واحدة مما جعله عرضة للانهيار كما صرح لنا احد مسؤولي الأمن بالولاية الذي كان متواجدا بالمكان، كما أن الطرق المؤدية إلى عين الفوارة قد أغلقت في وجه مستعلي السيارات تجنبا لأي فوضى محتملة وخاصة أن المكان يوجد به فندق الربيع الذي يقيم فيه وفد الفيصلي الأردني وذلك تجنبا لإثارة مشاعر الضيوف وعدم منح أي فرصة لمحاولة اتهام أخرى لمسؤولي وفاق سطيف كما فعل من قبل مسؤولو أهلي جدة، مع اختلاف الوقائع هذه المرة خاصة بعدما تبين أن تصريحات مسؤولي الفريق السعودي كانت مؤامرة لتبرير الهزيمة والإقصاء لا أكثر ولا أقل.

الكرة تختزل المدينة
يوم الخميس كان يوما مشهودا تحولت فيه مدينة سطيف إلى مدينة كرة القدم، فلا سياسة ولا ثقافة ولا أي شيء آخر، الحديث كله عن المقابلة النهائية والأعراس ومواكب السيارات ومسيرات الأنصار تجوب كل الشوارع من حي دالاس وحي تبينت والمنطقة الصناعية وعلى طول الطريق المؤدي إلى قسنطينة إلى غاية أحياء المعبودة وحي القاهرة (لابيناد) وأحياء 750 مسكن وبومرشي ولاناقار وفي كل مكان ليس هناك إلا وفاق سطيف وكرة القدم ولا شيء غير ذلك، والشيء الجميل والمميز كذلك هو الأعلام الوطنية التي فضلها الكثير من الأنصار على رايات الفرق، لأن الوفاق كان يلعب باسم الجزائر وليس باسم الولاية رقم 19، وهذا ما يفسر الحضور التاريخي للأنصار من باقي الولايات الأخرى الذين غنوا طوال الليلة التي سبقت المباراة للوفاق وللجزائر.

السوق السوداء في الموعد
وفي ملعب النار كما سماه الإخوة العرب كان العرس أكبر وعشرات الآلاف من الأنصار رابطوا بالقرب منه منذ الساعات الأولى للصباح وذلك لخوض معركة شراء التذاكر قبل أن يستحوذ عليها محترفو السوق السوداء الذين لم يفوتوا الفرصة وتمكنوا من إعادة بيع هذه التذاكر التي وصل سعرها إلى 2000 دج للتذكرة الواحدة رغم أن السعر الحقيقي لا يتجاوز 500 دج، وما حصل أن عشرات الآلاف من هؤلاء الأنصار لم يتمكنوا من دخول الملعب الذي كان في حدود الساعة الواحد ظهرا ممتلئا عن آخره ورغم ذلك فإن بيع التذاكر تواصل في هذه الأثناء مما يطرح ألف سؤال وسؤال خاصة وأن مسؤولي الوفاق صرحوا بأن عدد التذاكر المعروضة للبيع هو 18 ألف تذكرة فقط، وقد التقينا بالعشرات من الأنصار الذي اشتروا التذاكر لكنهم لم يتمكنوا من دخول الملعب، الأمر الذي دفعهم إلى الإنتشار في المدينة بحثا عن مكان يتابعون منه المباراة.

أنصار أم متفرجون !
دخلنا الملعب في حدود الساعة الخامسة أي قبل ثلاث ساعات عن انطلاق اللقاء، وهناك كانت الأجواء تسمو فوق كل وصف وفوق كل تعبير، وحتى الحكم المصري السابق جمال الغندور صرح في حديث لنا معه أنه تمنى لو كان هو حكم هذه المباراة، وأن كل حكم يتمنى أن يدير هذه المباراة التي كان أجمل ما فيها هو الأجواء في المدرجات وخاصة قبل انطلاق اللقاء الذي خالف فيه الجميع كل التوقعات من اللاعبين إلى الأنصار الذين تحولوا صدفة إلى متفرجين بسبب الأداء الباهت لأشبال المدرب سعدان الذي كان وراء عدم تفاعل هؤلاء الأنصار مع فريقهم، حيث سيطر الخوف عليهم منذ الدقائق الأولى للمباراة، ولولا الهدف الذي سجله أديكو ريمي في نهاية الشوط الأول لربما كانت المقابلة تأخذ منعرجا آخرا، لكن حتى هذا الهدف الذي سجله ريمي كد يقضي على الوفاق بسبب الفيميجان والألعاب النارية التي ألقاها الأنصار على أرضية الملعب والتي دفعت الحكم الإماراتي إلى توقيف المباراة حوالي دقيقتين قبل أن يُعلن عن استئنافها من جديد.وبعد المباراة خيم الحزن على كامل مدينة سطيف التي غادرها كل الضيوف من الأنصار الذين كانوا يحلمون بقضاء ليلة بيضاء احتفالا بفوز الوفاق، لكن للأسف الفرحة مؤجلة ربما إلى ما بعد مقابلة العودة في مدينة عمان بوم 17 ماي الجاري.

الإتحاد العربي هدَّد بتوقيف المباراة
لعب الوفاق مباراته أمام الفيصلي على خلفية القرار الذي اتخذه الإتحاد العربي الذي غرم الفريق بـ 5000 دولار بسبب رمي الألعاب النارية على أرضية الميدان أثناء مباراته أمام أهلي جدة مع التهديد بعقوبات أخرى في حال ما تكرر الأمر، ورغم تدخل إدارة النادي التي طالبت من الجماهير الغفيرة التي غصت بها المدرجات عدم رمي ليفيمجان داخل الملعب إلا أن ذلك ل يجد لديهم آذانا صاغية ولولا رحمة مراقب المباراة ومحافظ اللقاء لكان العرس قد توقف بتسجيل هدف الوفاق بعدما قام الأنصار برمي الفيميجان على أرضية الملعب الأمر الذي جعل الحكم الإماراتي يوقف المباراة لبضع دقائق للتشاور قبل أن يطلب منه استئنافها، في الوقت الذي هدد فيه مسؤولو الإتحاد العربي بتوقيف المباراة وتسليط عقوبات شديدة على الوفاق في حال ما أصر الأنصار على إشعال النار في الملعب، هذه التهديدات خلقت حالة استنفار حقيقة في إدارة الوفاق حيث سارع العرباوي إلى مخاطبة الجماهير عبر مكبر الصوت يستجديهم عدم تكرار الأمر.. وربما من حسن حظ الوفاق أو سوئه لا ندري أن الفريق لم يتمكن من تسجيل هدفه الثاني لأنه لو تم ذلك لاشتعل الملعب مرة ثانية، ورغم ذلك فإن مصادر موثوقة لم تستبعد أن يسلط الإتحاد العربي عقوبات جديدة على الوفاق على خلفية ما حدث في الملعب بعد هدف أديكو ريمي، خاصة وأن مسؤولي الإتحاد قد حذروا الوفاق قبل هذه المباراة من رمي الألعاب النارية على أرضية الميدان أثناء اللقاء.

نسيم لكحل:nassim219@ech-chorouk.com

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!