جواهر
بين مشجع لها ومشكك في مصداقيتها

مراكز تكوين المقبلين على الزواج في انتشار ملفت

حكيمة حاج علي
  • 11597
  • 28
ح.م

في ظل تزايد نسبة الطلاق وتفاقم المشاكل الزوجية، قرر بعض المختصين في التنمية البشرية بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني، فتح مراكز متخصصة في تكوين الشباب المقبل على الزواج، ورغم أن هذه الفضاءات لقيت رواجا كبيرا لدى المخطوبين، إلا أن هنالك جهات شككت في قدرتها على تدريب الجيل الجديد على قيادة أسرة أساسها الحب والتفاهم والاحترام.

في الوقت الذي تنادي فيه بعض الجهات بتقديم رخصة للمقبلين على الزواج لفتح بيت وتكوين أسرة، مع ضرورة إخضاعهم لدورة تكوينية تدوم ثلاثة أيام قبل دخول القفص الذهبي، ظهرت جهات أخرى تطعن في مصداقية هذه المراكز وكفاءة القائمين عليها. 

 الشروق” فتحت القضية للنقاش مع الطرفين، وفي هذا الإطار، يرى الأستاذ “سمير دهريب” مستشار أسري، رئيس الاتحاد العالمي للتدريب والإرشاد الأسري، أن الدورات التكوينية التي يخضع لها الشباب المقبل على الزواج مهمة جدا لقيادة قطار الحياة الزوجية، حيث إن هذه الأخيرة تتطلب كفاءة وأهلية من كلا الزوجين، وهو ما يسعى القائمون على هذه المراكز جاهدين لتقديمه، حيث يعمل مجموعة من المرشدين الأسريين والمختصين على غرس مجموعة من المفاهيم والتكوينات لدى الشباب المقبل على دخول معترك الحياة الزوجية، مضيفا أن مؤسسته تقوم بتقديم شهادة حضور دورة تأهيلية في الحياة الزوجية لكل شاب حضر الدروس التكوينية، إلا أنه يجب عليه فهمها جيدا، هذه الأخيرة تتمحور حول مجموعة من النقاط على رأسها مفهوم الحياة الزوجية، الفروق الفردية بين الرجل والمرأة، أسس بناء الحياة الزوجية، الرضا والتسليم، التركيز على إيجابيات الآخر، فن التعامل مع المشاكل الزوجية، إدارة الحوار، آليات التجديد في العلاقة الحميمية والطلاق، حيث إن الزوجين إذا ما بلغا نهاية المطاف واستحالت العشرة بينهما لا يتقنان فن الانفصال بهدوء، وهذا ما يحاول القائمون على مؤسسته تلقينه للمقبلين على الزواج .

من جهته، قال إمام مسجد بالبويرة إنه كرجل دين لا يستطيع تزكية هذه المؤسسات التي تقوم على تكوين الشباب المقبل على الزواج، بما أنه غير متأكد من مدى تأهيل القائمين عليها وما إذا كانت معتمدة، قائلا “إذا كانت هذه المؤسسات تقوم بتكوين الشباب وفقا لنمط الحياة الحديثة بما فيها من تحرر وعصرنة خارجة عن الأخلاق، فأنا لا أزكيها”، مؤكدا أن الإسلام وضع معايير محددة للقبول بالخاطب وهي الدين والخلق، مضيفا أن على الشاب المقبل على بناء بيت الزوجية طلب النصائح والتوجيهات من الوالدين والمحيط وكذا من الإمام، ناصحا إياه بضرورة الجلوس في المسجد والاستماع إلى المواعظ والإرشادات.

مقالات ذات صلة