جواهر
قالت إنه حلم راودها

مراهقة جزائرية تحاول إقناع ملحد أجنبي بالإسلام!

سمية سعادة
  • 3261
  • 11
ح.م

تحاول الكثير من الأسر الجزائرية المحافظة أن تغلق أي منافذ تتسلل منها أو إليها مشاعر حب إلى بناتها المصونات، وهي تحاول أن تحكم قبضتها عليهن لا يخطر ببال أن جهازا صغيرا مثل الهاتف الجوال يمكنه أن يتولى مهمة نقل واستقبال مختلف الأحاسيس الصادقة والمزيفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تعج بملايين المتربصين الذين يمكنهم أن يؤدوا هذه المهمة ببراعة شديدة، بينما تظل هذه الأسر المحافظة تراقب الباب والنافدة وهي مطمئنة أن لا أحدا اقترب منها أو نظر إليها.

ولكن قد توفر هذه الأسر على نفسها عناء المراقبة والمحاسبة إذا زرعت في بناتها خصالا طيبة وأخلاقا حميدة فتكون هي الحارس الأمين عليهن حتى عندما تتاح لهن فرصة التواصل مع رجال من “الفضاء الأزرق”، وهو حال فتاة جزائرية مراهقة، لم تستغل شبكة الانترنت في ربط علاقات عاطفية مع شباب من سنها، ولم تهدر وقتها في التجول بين المواقع التي تشجع على الانحلال وفساد الأخلاق، بل قامت بتحقيق حلم لطالما روادها، وهي مساعدة الأشخاص الأجانب على الدخول في الإسلام، حيث قالت:

أنا فتاة أبلغ 16 سنة، أنتمي إلى عائلة محافظة، ووالديّ يخافان عليّ، ويحرصان على توفير الرعاية الكاملة، فأنا أحمد الله على نعمة الوالدين التي رزقني بها المولى عز وجل.

مضيفة “نحن البشر جميعا نملك أحلاما نودّ لو نحققها بأي وسيلة، والأحلام بطبيعة الحال تختلف من شخص إلى آخر، فأنا حلمي هو أن أدخل شخصا أجنبيا إلى دين الإسلام نظرا إلى أنّني أجيد اللغة الإنجليزية، وأحبّ التكلم بها، وأجدها سهلة التعلم، لذلك فتحت حساب على موقع “غوغل” وبحثت عن أشخاص أجانب حتى أتعرّف عليهم وأقنعهم، وطبعا لم يكن هدفي البحث عن شخص والوقوع في حبّه، فهدفي كان بسيطًا وواضحا”.

وتستكمل حديثها قائلة “تعرّفت على رجل أجنبي ملحد، أي أنه ليست لديه ديانة، ولغته هي الإنجليزية، فكنت أعامله كصديق حتى لا يعلم بسهولة ما كان هدفي، وفي البداية أخبرته بأنّي مسلمة فلم يتعجب، وكانت أول خطواتي هي ذكر محاسن الدين الإسلامي، ولكن ليس دفعة واحدة، فأُعجب بالإسلام ولكنه لم يقتنع، فذكرت له هدف وجود البشر، والحياة ما بعد الموت، ومن هو الإله الذي يجب علينا عبادته وطاعته، أعني كل ما على الإنسان معرفته.

وكنت أجيب على كل أسئلته بطريقة ذكية ومقنعة، وأذكر أنَّ آخر سؤال سألته هو: ما هو المكان الذي تودّ الذهاب إليه أهو الجنة أم النار؟! فأجابني وقال: أنا متوتر بشأن هذا، ولا أعلم بشأن اعتناق الإسلام، وأنت تبدين لي أكثر جدية في هذا الأمر، وإجاباتك على أسئلتي كانت مقنعة، فاتركي لي بعض الوقت كي أفكّر، قلت له: طبعًا لك كامل الوقت والحرية.

ولكنها شعرت أنها يمكن أن تقع في خطأ كبير من خلال مواصلة هذه المحادثة معه، حيث قالت  المشكلة هي أنَّني في اليوم الموالي قطعت تواصلي به نهائيا، فبعد التفكير في الأمر رأيت بأنّني أسهر الليل وأنا أتحدث معه، فخفت أن يزداد تعلقي به أكثر، وتكثر الشهوات بيننا، فقررت الابتعاد عنه ونسيان ما حدث، وأن يكون عملي في ميزان حسناتي.

ورغم أن هذه الجزائرية قطعت علاقتها مع هذا الرجل الملحد، ولكن يكفي أن نيتها   كانت سليمة، سيما بالنسبة لفتاة دون سن الرشد، فكم من واحدة تحمل بين جوانحها هذه الغاية النبيلة؟!.

مقالات ذات صلة