جواهر

مراهقة في كف كبريت!

سمية سعادة
  • 3969
  • 10
ح.م

أي اسم يمكن أن نستعيض به عن اسم “مراهقة” عندما تتحول هذه المراهقة التي ليس بينها وبين الطفولة إلا خيطا رفيعا ما يفتأ أن يتمزق في لحظة من لحظات الضعف والتشتت إلى فتاة تتوفر فيها كل مواصفات اللصوص والمسبوقين قضائيا؟!.

أنطلق عليها اسم امرأة مراهقة، أم نكتفي باسم مراهقة فقط مع وضع خط أحمر تحت هذا الاسم كدلالة على الخطورة التي تشكلها متى تركت على “حل شعرها” فاسم امرأة مراهقة لا يمكنه أن يستوعب مشاكسات وتقلبات فتاة لم تعد بريئة في زمن أصبحنا نستخسر فيه كلمة براءة حتى في الأطفال.

وحتى لا نصيب مراهقات “بجهالة” ونضعهن في سلة واحدة، علينا أن نركز على نوع خاص من المراهقات تجاوزن مرحلة “الشقاوة” و”خفة العقل” وكل ما يمكن أن يتهم به سن المراهقة إلى مرحلة تستدعي النقر على زر ينبعث منه ضوء أحمر، أو يصدر منه جرس منبه أشبه بجرس اندلاع الحرائق.

فما تتداوله الجرائد اليومية وما تبثه القنوات الخاصة حول فتيات قاصرات تورطن في العديد من الجرائم والحوادث الخطيرة، يجعلنا ولا شك نبعد التهمة عن  المراهَقة وتقلباتها، لأن هذه الأفعال الشنيعة أكبر من أن يستوعبها هذا السن الذي يرى المتخصصون في على النفس وعلم الاجتماع أن الأصل فيه هو التغيرات الفسيولوجية التي تطرأ على جسم الطفل بما يحدث تغييرا في سلوكه وطريقة تفكيره.

فمن الظلم أن “نمسح الموس” في المراهَقة، عندما تكشف لنا وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة أن الجريمة التي ارتكبت قبل أكثر من سنة بحق الطالب الثانوي رشيد الذي كان يدرس بإحدى ثانويات العاصمة سببها فتاة قامت بتحريض مجموعة من أصدقائها الذكور على الطالب عندما رفض الاستجابة لطلبها المتمثل في ربط علاقة عاطفية معه، فهل هذه مراهقة أم زعيمة عصابة؟!.

 وهل يمكن لفتاة قاصر أن تقنع شبابا بالانتقام من زميلها بتلك الطريقة العنيفة التي تسببت في مقتله بكلمة عابرة لم تحسب لها حسابا، أم أنه كان هناك اتفاق مبني على شروط استطاعت هذه القاصر أن تحققها أو تلتزم بها نحو المجموعة التي نفذت المهمة؟!.

وهل يمكن أن نتهم المراهَقة عندما تشتكي أم شابة من تسلط ابنتها التي لم تتجاوز الـ 17 من عمرها وتجرؤها عليها بالضرب والكلام الفاحش وإجبارها على تنفيذ أوامرها، وهل يمكن أن تخفف كلمة “مراهَقة” من صدمة أحد الآباء  الذي اكتشف أن ابنته هي من سرقت مبلغا كبيرا من العائلة وسلمته لشاب فقير تربطها به علاقة عاطفية؟.

من الضرورة بمكان إعادة تصنيف هذه السلوكيات بما يتلاءم مع طبيعتها حتى يتسنى علاجها بالطرق المناسبة، فما يصلح لتقويم سلوك مراهقة، لا يصلح لفتاة صارت في كف “كبريت” ومن المحتمل أن تشعل الحرائق في مكان حلت به.

مقالات ذات صلة