الجزائر
يتخلون عن أدويتهم في البقاع المقدسة أملا في الشفاء

مرضى ومجانين يحجّون بلا دواء!

زهيرة مجراب
  • 1398
  • 10
أرشيف
معتقدات خاطئة قتلت الحجاج

تسود في وسط بعض حجاجنا الميامين معتقدات شعبية راسخة في أعماقهم، بالرغم من علو مستواهم العلمي ومكانتهم المهنية، فمنهم ممن يعانون أمراضا مزمنة يضربون بنصائح الأطباء، والمتعلقة بحمل كميات كبيرة من الأدوية خلال رحلة الحج عرض الحائط، لتصورهم وأسرتهم بأنهم خلال أداء الركن الخامس من الإسلام ورؤيتهم الكعبة سيستعيدون عافيتهم.
لم تكن تصريحات رئيس اللجنة الطبية للبعثة الجزائرية المتواجدة بالمدينة المنورة، بخصوص عدم تزود الحجاج المصابين بأمراض مزمنة والذين بدأوا بالتوافد على البقاع المقدسة منذ 25 جويلية الماضي، بكمية كافية من الأدوية بالرغم من التوصيات العديدة الشفوية والكتابية المقدمة لهم في المراكز الصحية بالغريبة أو الجديدة، فالعاملون ضمن الأطقم الطبية المتابعة للحج يعلمون حق المعرفة رفض الحجاج اصطحاب دوائهم وهناك من يرفض تناوله بمجرد وصوله للبقاع المقدسة.
وهو ما أكدته لنا في وقت سابق المكلفة بملف الحج بمديرية الصحة لولاية الجزائر، لعشاب كريمة، غالبية الحجاج يتخلون عن شرب دوائهم بمجرد وصولهم للبقاع المقدسة لما يشعرون به من راحة نفسية، وهو ما يُعرضهم للخطر وقد يتسبب في تعقد حالتهم الصحية.
وخلال عملية تلقيح الحجاج يقدم لهم الأطباء إرشادات تتعلق بفترة إقامتهم بالبقاع المقدسة كالحرص على شرب دوائهم وفق الجرعات والمواعيد التي حددها لهم مسبقا طبيبهم المعالج، نصائح متعلقة بالطعام والوجبات الغذائية ونظافتها، إرشادات تتعلق بشرب كميات كبيرة من المياه وحماية أنفسهم من أشعة الشمس مع أخذ قسط وافر من النوم حتى يتمكنوا من تأدية مناسكهم، الابتعاد عن المخاطر، ويؤكد لهم الأطباء دوما على ضرورة أخذ كميات إضافية من الدواء معهم حتى لا تنفذ كميتهم ويظلوا بدون علاج، وينبهون عليهم للاقتراب من أطباء البعثة في حال معاناتهم من أي أعراض غريبة.

معتقدات خاطئة قتلت الحجاج

وينتشر في مجتمعنا اعتقاد بأن السفر للحرمين الشريفين سيكون سببا في شفاء الحاج أو المعتمر مما يعانيه من مرض وسقم، لذا يحرصون على إرسال المصابين بأمراض نفسية واضطرابات عقلية يكون في حسبانهم أن الجن والشياطين أو سحر يقف وراء الإصابة به، فمن خلال تواجدهم في البقاع المقدسة وضمن أجواء روحانية ستساهم في تحسن حالتهم سريعا، وهناك حتى مصابين بضغط الدم، السكري، أمراض القلب بل وحتى المصابين بأمراض عصبية على غرار التصلب اللويحي يشعرون في الأيام الأولى بتحسن كبير، لتنتكس حالتهم سريعا ويقضون أياما في العلاج بعدما ينال منهم الإجهاد والإرهاق مناله وتزيدها ارتفاع درجات الحرارة تعقيدا، حتى إن بعض الحالات حسب ما ذكره لنا مرشدون تعوّدوا على مرافقة الحجاج دخلت المستشفى ولم تتمكن من أداء مناسكها.
ويغلب التهاون أيضا على الحجاج فينشغلون بالعبادة ويغفلون عما قد يصيبهم من أعراض مرضية تظهر لهم في البداية بسيطة، لكن بعد مرور الوقت تتحول لمرض أو عاهة تلازمهم، فإحدى السيدات عانت خلال موسم الحج الماضي، من التواء كاحلها لكنها فضّلت التغلب على آلامها والتفرغ للعبادة وواصلت السير عليها، لتزداد حالتها سوءا، وبعدما عادت لأرض الوطن تلقت توبيخا من الطبيب، الذي أرغمها على وضع الجبس شهرين كاملين.
وينصح الأطباء المصابون بالأمراض المزمنة بحمل دواء لمدة شهرين وليس لشهر واحد، وهو مدة الإقامة في الحج، مع اقتسام الكمية بالتساوي، نصف يضعونه في حقيبة السفر والقسم الثاني ضمن حقيبة الأغراض المحمولة، ففي حال فقدان الأولى تظل الثانية مع المريض وينجو علاجه من الضياع أيضا، فهذه الحوادث تتكرر دوما وأحيانا يتأخر وصولها أو يخطأ الحاج في حقيبته فيكون بذلك قد تجنب كارثة صحية.

مقالات ذات صلة